الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6694 55 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: لما خلع أهل [ ص: 209 ] المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن في القول في الغيبة بخلاف ما في الحضور نوع غدر .

                                                                                                                                                                                  وأيوب هو السختياني ، والحديث مضى في الجزية. وأخرجه مسلم في المغازي، عن أبي الربيع .

                                                                                                                                                                                  قوله: " حشمه " أي خاصته الذين يغضبون له.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لكل غادر " من الغدر، وهو ترك الوفاء بالعهد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لواء " أي راية.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإنا قد بايعنا هذا الرجل " أي يزيد .

                                                                                                                                                                                  قوله: " على بيع الله ورسوله " أي على شرط ما أمر الله به من البيعة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من أن يبايع " من المبايعة، وأصله من البيعة، وهي الصفقة من البيع، وذلك أن من بايع سلطانه فقد أعطاه الطاعة وأخذ منه العطية، فأشبهت البيع الذي فيه المعاوضة من أخذ وعطاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ثم ينصب له القتال " بفتح أوله، وفي رواية مؤمل : نصب له القتال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولا أعلم أحدا منكم خلعه " أي يزيد عن الخلافة، ولم يبايعه فيها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولا تابع " بالتاء المثناة من فوق، كذا قاله الكرماني . قلت: هذا قول الأكثرين، وفي رواية الكشميهني : ولا بايع بالباء الموحدة وبالياء آخر الحروف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إلا كانت الفيصل " إنما أنث كانت باعتبار الخلعة والمتابعة، ويروى: إلا كان بالتذكير، وهو الأصل، والفيصل - بفتح الصاد - الحاجز والفارق والقاطع. وقيل: هو بمعنى القطع، والياء فيه زائدة؛ لأنه من الفصل، وهو القطع، يقال: فصل الشيء قطعه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية