الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
561 - " إذا حدث الرجل بحديث؛ ثم التفت؛ فهي أمانة " ؛ (حم د ت) ؛ والضياء ؛ عن جابر ؛ (ع)؛ عن أنس ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا حدث الرجل) ؛ أي: الإنسان؛ فذكر الرجل غالبي؛ (بحديث) ؛ وفي رواية: " أخا له بحديث" ؛ وفي أخرى: " إذا حدث رجل رجلا بحديث" ؛ (ثم التفت) ؛ أي: غاب عن المجلس؛ أو التفت يمينا؛ وشمالا؛ فظهر من حاله بالقرائن أن قصده ألا يطلع على حديثه غير الذي حدثه به؛ (فهي) ؛ أي: الكلمة التي حدثه بها؛ (أمانة) ؛ عند المحدث؛ أودعه إياها؛ فإن حدث بها غيره فقد خالف أمر الله؛ حيث أدى الأمانة إلى غير أهلها؛ فيكون من الظالمين؛ فيجب عليه كتمها؛ إذ التفاته بمنزلة استكتامه بالنطق؛ قالوا: وهذا من جوامع الكلم؛ لما في هذا اللفظ الوجيز من الحمل على آداب العشرة؛ وحسن الصحبة؛ وكتم السر؛ وحفظ الود؛ والتحذير من النميمة بين الإخوان؛ المؤدية للشنآن؛ ما لا يخفى؛ قال في الإحياء: وإفشاء السر خيانة؛ وهو حرام؛ إذا كان فيه إضرار؛ وقال الماوردي : إظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهار سر نفسه؛ لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة؛ إن كان مؤتمنا؛ والنميمة؛ إن كان مستخبرا؛ فأما الضرر فيما استويا فيه؛ أو تفاضلا؛ فكلاهما مذموم؛ وهو فيهما ملوم؛ وقال الراغب : السر ضربان؛ أحدهما: ما يلقى الإنسان من حديث يستكتم؛ وذلك إما لفظا؛ كقولك لغيرك: " اكتم ما أقول لك" ؛ وإما حالا؛ وهو أن يتحرى القائل حال انفراده؛ فيما يورده؛ أو خفض صوته؛ أو يخفيه عن مجالسه؛ وهو المراد في هذا الحديث.

(حم د) ؛ في الأدب؛ (ت) ؛ في البر؛ وحسنه؛ ( والضياء ) ؛ وصححه؛ (عن جابر) ؛ ابن عبد الله ؛ قال المنذري - عقب عزوه -: وفيه عبد الرحمن بن عطاء المدني؛ ولا يمنع تحسين الإسناد؛ (ع)؛ عن أنس ؛ قال الهيتمي: وفيه جبارة بن المفلس؛ ضعيف؛ وبقية رجاله ثقات.



الخدمات العلمية