الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
662 - " إذا سأل أحدكم ربه مسألة؛ فتعرف الإجابة؛ فليقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ ومن أبطأ عنه ذلك؛ فليقل: الحمد لله على كل حال " ؛ (هق)؛ في الدعوات؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا سأل أحدكم ربه مسألة) ؛ مصدر ميمي؛ بمعنى اسم المفعول؛ أي: طلب شيئا منه؛ (فتعرف) ؛ بفتحتين؛ ثم راء مشددة؛ (الإجابة) ؛ أي: تطلبها حتى عرف حصولها؛ بأن ظهرت له أمارة الإجابة؛ من نحو قشعريرة؛ وبكاء؛ وأنس ؛ (فليقل) ؛ ندبا؛ شكرا لله عليها: (الحمد لله الذي بنعمته) ؛ أي: بكرمه؛ وفضله؛ ومنته؛ (تتم) ؛ تكمل؛ (الصالحات) ؛ أي: النعم الحسان؛ التي من جملتها حصول المسؤول؛ أو قربه؛ (ومن أبطأ) ؛ أي: تأخر؛ (عنه) ؛ فلم يسرع إليه؛ (ذلك) ؛ أي: تعرف عدم الإجابة؛ (فليقل) ؛ ندبا: (الحمد لله على كل حال) ؛ أي: كل كيف من الكيفيات التي قدرها الله؛ فإن أحوال المؤمن كلها خير؛ وقضاء الله بالسراء؛ والضراء؛ رحمة ونعمة؛ ولو انكشف له الغطاء لفرح بالضراء أكثر من فرحه بالسراء؛ وهو أعلم بما يصلح به عبده؛ ونبه بهذا الحديث على أن على العبد أن يحمد الله على السراء؛ والضراء؛ وعلى أن للصابرين حمدا يخصهم؛ وهو الحمد لله على كل حال؛ وأن للشاكرين حمدا يخصهم؛ وهو الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ وهكذا كان هديه وعادته؛ يحمد الله على السراء؛ والضراء؛ بما ذكر؛ والتأسي به أولى من أن يستنبط حمدا آخر؛ فإنه لا أعلى مما وضعه العالم الأكبر الأكمل؛ الذي شهد له الحق (تعالى) بالعلم؛ وأكرمه بختم النبوة؛ وزعامة الرسالة.

(هق)؛ في الدعوات؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وللحاكم نحوه من حديث عائشة ؛ قال الحافظ العراقي : وإسناده ضعيف.



الخدمات العلمية