الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8502 - من اقتطع أرضا ظالما لقي الله وهو عليه غضبان (حم م) عن وائل- (صح)

التالي السابق


(من اقتطع) أي أخذ أرضا باستيلاء عليها بغير حق قليلا كان أو كثيرا، وتقييده بالشبر في رواية خرج مخرج [ ص: 81 ] التقليل، سواء كانت لمالك معين أو غيره، كبيت المال كما في بعض شروح مسلم ، وسواء اقتطعها للتملك أو ليزرعها ويردها، وفي رواية لمسلم: من اقتطع حق امرئ، وهو يشمل غير المالك كجلد ميتة، وسرجين، وحد قذف، ونصيب زوجة في القسم وغير ذلك حال كونه ظالما (لقي الله وهو عليه غضبان) في رواية: وهو عنه معرض، والغضب كيفية نفسانية وهو بديهي التصور، وقد عرف بتعريف لفظي فقيل: هو تغير يحصل عند غليان دم القلب لإرادة الانتقام، وهذا بإطلاقه محال على الله تقدس، وكذا ما شاكله كفرح وخداع واستهزاء، لكن لها غايات، كإرادة الانتقام من المغضوب عليهم في الغضب، فإطلاقها عليه سبحانه بذلك الاعتبار، وأفاد إثبات الغصب في العقار، فهو رد على أبي حنيفة في نفيه، وخص الغضب بهذا العاصي مع أنه سبحانه غضبان على غيره من العصاة؛ لأن الظالم لم يرض بنعمة الله وغضب عليه حتى طمع في قسمة غيره فجوزي بالمثل

(حم م عن وائل ) بن حجر.



الخدمات العلمية