الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              630 661 - حدثنا قتيبة قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد قال: سئل أنس: هل اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما؟ فقال: نعم، أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل، ثم أقبل علينا بوجهه بعد ما صلى فقال: " صلى الناس ورقدوا، ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها". قال: فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه. [انظر: 572 - مسلم: 640 - فتح: 2 \ 148]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه ثلاثة أحاديث:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها: حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه"... الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 444 ] هذا الحديث سلف في باب الحدث في المسجد. بعضه، وزاد هنا: "ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة"، والحديث تفسير لقوله تعالى: ويستغفرون للذين آمنوا [غافر: 7]، يريد المصلين والمنتظرين الصلاة، ويدخل في ذلك من أشبههم في المعنى ممن حبس نفسه على أفعال البر كلها.

                                                                                                                                                                                                                              الحديث الثاني:

                                                                                                                                                                                                                              حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه - عز وجل -، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله - عز وجل -. ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".

                                                                                                                                                                                                                              الكلام عليه من أوجه:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها:

                                                                                                                                                                                                                              يحيى هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله هو ابن عمر بن حفص العمري، وخبيب بضم الخاء المعجمة، وهذا الحديث أخرجه أيضا في أوائل الزكاة، عن يحيى بن خبيب، عن مالك، عن خبيب [ ص: 445 ] والمحاربين، عن محمد بن سلام، أنا عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله بن عمر عن خبيب به وأخرجه في الرقاق أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم وأخرجه الترمذي من حديث معن عن مالك به، إلا أنه قال: عن أبي هريرة أو أبي سعيد، ثم قال: كذا روى غير واحد عن مالك وشك فيه، وعبيد الله لم يشك وقال: نحو حديث مالك بمعناه إلا أنه قال: بالمساجد.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عبد البر: كل من رواه عن مالك قال فيه: أو أبي سعيد إلا أبا قرة ومصعبا، فإنهما قالا عن أبي هريرة وأبي سعيد، وكذا رواه أبو معاذ البلخي عن مالك، ورواه الوقار زكريا بن يحيى عن ثلاثة من أصحاب مالك، عن أبي سعيد وجده، ولم يتابع.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وفي "غرائب مالك" للدارقطني: رواية أبي معاذ عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، أو عنهما جميعا أنهما قالا: فذكره.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى "يظلهم": يسترهم في ستره ورحمته، تقول العرب: أنا في ظل فلان. أي: في ستره وكنفه، وتسمي العرب الليل: ظلا؛ لبرده وروحه، وإضافة الظل إلى الرب تعالى إضافة ملك، وكل ظل فهو لله تعالى، وملكه وخلقه وسلطانه، والمراد هنا: ظل العرش، كما جاء في حديث آخر مبينا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 446 ] والمراد: يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين، ودنت منهم الشمس، واشتد عليهم حرها، وأخذهم العرق، ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش.

                                                                                                                                                                                                                              قال القاضي: وقد يراد به هنا ظل الجنة وهو نعيمها، والكون فيها، قال تعالى: وندخلهم ظلا ظليلا [النساء: 57]. وقال ابن دينار: المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكف عن المكاره في ذلك الوقت، وليس المراد: ظل الشمس. قال القاضي: وما قاله معلوم في اللسان يقال: فلان في ظل فلان أي: في كنفه وحمايته قال: وهذا أولى الأقوال، وتكون إضافته إلى العرش؛ لأنه مكان التقريب والكرامة، وإلا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وفي ظله.

                                                                                                                                                                                                                              وكذا قال ابن أبي جمرة - رحمه الله -: معنى يظلهم بظله: أنه جل جلاله يعافيهم من هول ذلك اليوم العظيم وحره بظله المديد ورحمته الواسعة، والكيفية لا مجال للعقل في ذلك؛ لأن الآخرة نصدق بهما ولا نتعرض إلى كيفيتها.

                                                                                                                                                                                                                              الثاني:

                                                                                                                                                                                                                              بدأ بالإمام العادل؛ لكثرة مصالحه وعموم نفعه، والمراد به كما قال القاضي: كل من إليه نظر في شيء من أمور المسلمين من الولاة والحكام، وكل من حكم بين اثنين فما فوقهما؛ لقوله - عليه السلام -: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 447 ] وروى عبد الله بن عمر مرفوعا: "المقسطون يوم القيامة على منابر النور عن يمين الرحمن - عز وجل - الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم، وما ولوا". وروي: "الإمام العدل" وهو صحيح أيضا. قال ابن عبد البر: أكثر رواة "الموطأ": عادل. وقد رواه بعضهم: عدل، وهو المختار عند أهل اللغة يقال: رجل عدل، ورجال عدل، وامرأة عدل، ويجوز إمام عادل على اسم الفاعل، يقال: عدل فهو عادل، كما يقال: ضرب فهو ضارب.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن الأثير: العدل: هو الذي لا يميل به الهوى، فيجور في الحكم، وهو في الأصل مصدر سمي به فوضع موضعه، وهو أبلغ منه؛ لأنه جعل المسمى نفسه عدلا.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس: ما أخفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم العذاب، وما نقص قوم المكيال إلا منعوا القطر، ولا كثر الربا في قوم إلا سلط الله عليهم الوباء، وما حكم قوم بغير حق إلا سلط عليهم إمام جائر، والإمام العادل يصلح الله به هذا كله وتدفع به العقوبة، ليس أحد أقرب منزلة من الله تعالى بعد الأنبياء من إمام عادل.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 448 ] الثالث:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: وشاب نشأ في عبادة ربه - عز وجل -، وفي بعض نسخ مسلم: بعبادة ربه، والمعنى: نشأ متلبسا للعبادة أو مصاحبا لها أو ملتصقا بها.

                                                                                                                                                                                                                              ونشأ: نبت وابتدأ أي: لم يكن له صبوة، وهو الذي قال فيه في الحديث الآخر: "يعجب ربك من شاب ليست له صبوة".

                                                                                                                                                                                                                              وإنما كان ذلك، لغلبة التقوى التي بسببها ارتفعت الصبوة، فالشباب شعبة الجنون، قال تعالى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا [الجاثية: 21] وفيه فضل من سلم من الذنوب وشغل بطاعة ربه طول عمره، وقد يحتج به من قال: إن الملك أفضل من البشر؛ لأنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: لابن عباس: رجل كثير الصلاة كثير القيام يقارف بعض الأشياء، ورجل يصلي المكتوبة ويصوم مع السلامة، قال: لا أعدل بالسلامة شيئا. قال تعالى: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم [النجم: 32].

                                                                                                                                                                                                                              الرابع:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "ورجل قلبه معلق في المساجد"، وفي مسلم: بالمساجد،

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 449 ] وكلاهما صحيح أي: شديد المحبة لها وملازمة الجماعة فيها، ومعناه: دوام القعود فيها للصلاة والذكر والقراءة، وهذا إنما يكون من استغرقه حب الصلاة والمحافظة عليها وشغفه بها، وحصل له هذه المرتبة؛ لأن المسجد بيت الله وبيت كل تقي، وحقيق على المزور إكرام الزائر فكيف بأكرم الكرماء؟!

                                                                                                                                                                                                                              الخامس:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه" أي: اجتمعا على حب الله وتفرقا على حبه، وكان سبب اجتماعهما حب الله واستمرارهما على ذلك حتى تفرقا من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه في الله حال اجتماعهما وافتراقهما.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الحث على مثل ذلك وبيان عظيم فضله، وهو من المهمات، فإن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان، وعده مالك من الفرائض، وروى ابن مسعود والبراء بن عازب مرفوعا: "أن ذلك من أوثق عرى الإيمان"، وروى ثابت عن أنس رفعه: ما تحابا رجلان [ ص: 450 ] في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه.

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو رزين قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا رزين، إذا خلوت حرك لسانك بذكر الله وحب في الله وأبغض في الله، فإن المسلم إذا زار أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون: اللهم وصله فيك فصله".

                                                                                                                                                                                                                              ومن فضل المتحابين في الله أن كل واحد منهما إذا دعا لأخيه بظهر الغيب أمن الملك على دعائه، رواه أبو الدرداء مرفوعا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 451 ] السادس: قوله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله". فهو رجل عصمه الله ومن عليه بفضله حتى خافه بالغيب فترك ما يهوى كقوله تعالى: وأما من خاف مقام ربه [النازعات: 40] وقوله: ولمن خاف مقام ربه جنتان [الرحمن: 46] فتفضل الله على عباده بالتوفيق والعصمة، وأثابهم على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو معمر، عن سلمة بن نبيط عن عبيد بن أبي الجعد عن كعب الأحبار: إن في الجنة لدارا درة فوق درة ولؤلؤة فوق لؤلؤة فيها سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو محكم في نفسه أو إمام عادل، قال سلمة: فسألت عبيدا عن المحكم في نفسه، قال: هو الرجل يطلب الحرام من النساء أو من المال فيعرض له فإذا ظفر به تركه مخافة الله تعالى، فذلك المحكم في نفسه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "إني أخاف الله": يحتمل كما قال القاضي: أن يقول ذلك بلسانه، ويحتمل أن يقوله بقلبه؛ ليزجر نفسه، وخص المنصب والجمال؛ لكثرة الرغبة فيهما وعسر حصولهما لا سيما وهي داعية إلى نفسها طالبة لذلك قد أغنت عن مشاق التوصل، فالصبر عليها لخوف الله تعالى من أكمل المروآت وأعظم الطاعات، وذات المنصب هي ذات الحسب والنسب الشريف.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى "دعته": أي: إلى الزنا بها، ويحتمل كما قال القاضي: أنها دعته إلى نكاحها فخاف العجز عن القيام بحقها، أو أن الخوف من الله شغله عن لذات الدنيا وشهواتها، والصواب الأول.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 452 ] السابع:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "ورجل تصدق بصدقة أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". كذا هو في البخاري و"الموطأ"، وهو وجه الكلام؛ لأن المعروف في اللغة: فعلها باليمين، وجاء في مسلم في جميع نسخه ورواياته على العكس: "لا تعلم يمينه ما تنفق شماله".

                                                                                                                                                                                                                              قال القاضي: ويشبه أن يكون الوهم في ذلك ممن أخذ عن مسلم لا من مسلم.

                                                                                                                                                                                                                              قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء، وأما الواجبة فإعلانها أفضل؛ ليقتدى به [ ص: 453 ] في ذلك وتظهر دعائم للإسلام، وهكذا حكم الصوم وإعلان فرائضها أفضل وإسرار نوافلها أفضل. واختلف في السنن كالوتر وركعتي الفجر هل إعلانهما أفضل أم كتمانهما؟ حكاه ابن التين.

                                                                                                                                                                                                                              وفي قوله: "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه": مبالغة في إخفائها، ومصداق هذا الحديث في قوله تعالى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة: 271]، وقيل: ذلك في الفريضة أيضا، حكاه ابن التين.

                                                                                                                                                                                                                              قال القرطبي: وقد سمعنا من بعض المشايخ أن ذلك الإخفاء أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه فيدفع له مثلا درهما في شيء يساوي نصف درهم، فالصورة مبايعة، والحقيقة صدقة، وهو اعتبار حسن.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: ذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والاستتار بالصدقة، وضرب المثل بهما؛ لقرب اليمين من الشمال وملازمتها لها، ومعناه: لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم بالصدقة؛ لمبالغة الإخفاء، ونقل القاضي عن بعضهم أن المراد من عن يمينه وشماله من الناس.

                                                                                                                                                                                                                              ونقل ابن الجوزي عن قوم: لا يرائي بنفقته فلا يكتبها صاحب الشمال، ومنه: قصد الصدقة باليمين؛ لأن الصدقة يراد بها وجه الله استحب لها أن تناول بأشرف الأعضاء وأفضل الجوارح.

                                                                                                                                                                                                                              الثامن:

                                                                                                                                                                                                                              قوله: ("ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"). فيه: فضيلة البكاء [ ص: 454 ] من خشية الله تعالى وفضل طاعة السر؛ لكمال الإخلاص، وهو على حسب حال الذاكر وبحسب ما يتكشف له من أوصافه تعالى، فإن انكشف له غضبه وسخطه فبكاؤه من خوف، وإن انكشف جلاله وجماله فبكاؤه من محبة وشوق، وهكذا يتلون الذاكر بتلون ما يذكر من الأسماء والصفات، فاذكروني أذكركم [البقرة: 152]، ومن ذكره لم يعذبه؛ لأنه يعلم من يموت على الهدى وضده، ولا يذكر إلا من يموت على الهدى، قاله الداودي.

                                                                                                                                                                                                                              وفي اشتراط الخلوة بذلك حض وندب على أن يجعل المرء وقتا من خلوته للندم على ذنوبه، ويفزع إلى الله تعالى بإخلاص من قلبه، ويتضرع إليه في غفرانها، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وأن لا يجعل خلوته كلها في لذاته كفعل البهائم التي قد أمنت الحساب في المساءلة عن الفتيل والقطمير على رءوس الخلائق، فينبغي لمن لم يأمن ذلك، وأيقن أن يطول في الخلوة بكاؤه ويتبرم بجنانه، وتصير الدنيا سجنه لما سلف من ذنوبه. وروى أبو هريرة مرفوعا: "لا يلج النار أحد بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع".

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو عمران عن أبي الجلد قال: قرأت في مسألة داود - عليه السلام - ربه تعالى: يا إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه، قال: أسلم وجهه من لفح النار وأؤمنه يوم الفزع.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 455 ] وقوله: ("ففاضت عيناه") هو من قوله تعالى: ترى أعينهم تفيض من الدمع الآية. [المائدة: 83].

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("ذكر الله خاليا"): كذا في الأصول، وذكره ابن بطال وابن التين في كتاب المحاربين بلفظ: "في خلاء" قال ابن التين: وهو ممدود.

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عمر: هذا أحسن حديث يروى في فضائل الأعمال وأصحها - إن شاء الله - لأن العلم محيط بأن كل من كان في ظل الله تعالى يوم القيامة لم ينل هول الموقف، والظل في الحديث يراد به الرحمة، والله أعلم. ومن رحمته الجنة، قال تعالى: أكلها دائم وظلها الآية... [الرعد: 35]، وقال: وظل ممدود الآية. [الواقعة: 30]، وقال: في ظلال وعيون الآية. [المرسلات: 41].




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية