الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
26147 10937 - (26687) - (6\316) عن أم سلمة، أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزاد، فجاءه نعيمان، فقال: أطعمني، فقال: لا، حتى يأتي أبو بكر، وكان نعيمان رجلا مضحاكا مزاحا، فقال: لأغيظنك، فذهب إلى ناس جلبوا ظهرا، فقال: ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها، وهو ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك، فدعوني، لا تفسدوا علي غلامي، فقالوا: بل نبتاعه منك بعشر قلائص. فأقبل بها يسوقها، وأقبل بالقوم حتى عقلها، ثم قال للقوم: دونكم هو هذا، فجاء القوم، فقالوا: قد اشتريناك. قال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر، فقالوا: قد أخبرنا خبرك، وطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحاب له، فردوا القلائص وأخذوه " فضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا".

* * *

[ ص: 451 ]

التالي السابق


[ ص: 451 ] * قوله: "نعيمان وسويبط": هما مضبوطان - بالتصغير - .

* "مضحاكا": أي: كثير الضحك.

* "مزاحا": كعلام؛ أي: كثير المزاح.

* "لأغيظنك": من الإغاظة - بنون التأكيد الثقيلة - .

* "بعشر قلائص": أي: بعشر نوق.

* "حولا": أي: عاما، والظاهر أن الصحابة هم الذين يذكرون هذا الكلام فيما بينهم العام، ويضحكون منه، فهذا حد لضحكهم فقط، والله تعالى أعلم.

وفي "زوائد ابن ماجه": في إسناده زمعة بن صالح، وهو وإن أخرج له مسلم، فإنما روى له مقرونا بغيره، وقد ضعفه أحمد، وابن معين، وغيرهما.

* * *




الخدمات العلمية