الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر وصف المال الذي يأخذه المرء بحقه

                                                                                                                          3227 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا الوليد ، قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ، قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس ، فقال : إن مما أتخوف عليكم ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ويأتي الخير بالشر ؟ قال أبو سعيد : فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل عليه ، فلمنا [ ص: 23 ] الرجل حين يكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يكلمه ، فلما جلي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، جعل يمسح الرحضاء عن وجهه وهو يقول : "أين السائل؟" فكأنه قد حمده ، فقال : إن الخير لا يأتي بالشر ، وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا ، أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا هي امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس ، فثلطت وبالت ، وإن هذا المال نعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه ، فأعطى منه اليتيم والمسكين والسائل ، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ، ثم يكون عليه شهيدا يوم القيامة .

                                                                                                                          [ ص: 24 ] 2 -

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية