الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 478 ] ذكر الزجر عن الهجران بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال

                                                                                                                          5662 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن عوف بن الحارث وهو ابن أخي عائشة لأمها ، أن عائشة حدثت أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته : والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ، قالت عائشة حين بلغها ذلك : إن لله علي نذرا أن لا أكلم ابن الزبير أبدا ، فاستشفع ابن الزبير حين طالت هجرتها له إليها ، فقالت عائشة : والله لا أشفع فيه أحدا ولا أحنث في نذري الذي نذرت أبدا ، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وهما من بني زهرة ، فقال لهما : نشدتكما بالله إلا أدخلتماني على عائشة ، فإنه لا يحل لها أن تنذر في قطيعتي ، فأقبل المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بعبد الله بن الزبير وقد اشتملا عليه ببرديهما حتى استأذنا على عائشة ، [ ص: 479 ] فقالا : السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، إيه ندخل يا أم المؤمنين ؟ فقالت عائشة : ادخلا ، فقالا : كلنا ؟ قالت : نعم ادخلوا كلكم ، ولا تعلم عائشة أن معهما ابن الزبير ، فلما دخلوا اقتحم ابن الزبير الحجاب ودخل على عائشة فاعتنقها وطفق يناشدها ويبكي ، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة ، ويقولان لها : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما عملتيه ، وإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فلما أكثرا على عائشة التذكرة ، طفقت تذكرهم وتبكي ، وتقول : إني نذرت والنذر شديد ، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير ، ثم أعتقت عن نذرها ذلك أربعين رقبة ، ثم كانت بعدما أعتقت أربعين رقبة تبكي حتى تبل دموعها خمارها .

                                                                                                                          قال أبو حاتم : عائشة هي خالة عبد الله بن الزبير ؛ لأن أم عبد الله بن الزبير أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية