الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3237 [ 1808 ] وعن المغيرة بن شعبة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.

                                                                                              وفي رواية: ولا وهات، مكان: منعا.

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 246) والبخاري (2408) ومسلم (593) في الأقضية (12 و 14).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و(قوله: وحرم عليكم عقوق الأمهات ) العقوق: مصدر عق، يعق، عقوقا; أي: قطع وشق، فكأن العاق لوالديه يقطع ما أمره الله تعالى به من صلتهما، ويشق عصا طاعتهما، ولا خلاف في أن عقوقهما من أكبر الكبائر، وخص الأمهات هنا بالذكر لتأكيد حرمتهن على الآباء; لأن الأم لها ثلاثة أرباع البر، كما قد بينا وجه ذلك في الأيمان.

                                                                                              و( وأد البنات ): هو دفنهن أحياء، كما [ ص: 166 ] كانت الجاهلية تفعل بهن، وقد بينا ذلك فيما تقدم.

                                                                                              و(قوله: ومنعا وهات ) وفي الرواية الأخرى: ( ولا وهات ) ومعناهما واحد، وهو أن يمنع ما يجب عليه بذله، ويطلب شيئا يحرم عليه طلبه، هذا إن حملنا ( كره ) على معنى: (حرم) كما قد بيناه، حيث فسر ( كره ): بمعنى: (سخط) وعدل عن لفظ هذا الحديث عن لفظ (حرم) الذي ذكره قبل هذا اللفظ; لأن تلك الأمور التي قرن بها لفظ (حرم) أفحش وأكبر من هذه الأمور التي قرن بها لفظ ( كره ). وقد قيل: إن الكراهة هنا من باب التنزيه، وفيه بعد؛ لما بيناه في إضاعة المال.




                                                                                              الخدمات العلمية