الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4675 [ 2487 ] وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم" .

                                                                                              رواه مسلم (2578).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " اتقوا الظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ") ظاهره : أن الظالم يعاقب يوم القيامة ؛ بأن يكون في ظلمات متوالية يوم يكون المؤمنون في نور يسعى بين أيديهم ، وبأيمانهم حين : يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم فيقال لهم : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا [الحديد: 13] وقيل : إن معنى الظلمات هنا : الشدائد والأهوال التي يكونون فيها ، كما فسر بذلك قوله : قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر [الأنعام: 63] أي : من شدائدهما ، وآفاتهما . والأول أظهر .

                                                                                              [ ص: 557 ] و (قوله : " واتقوا الشح ؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم ") الشح : الحرص على تحصيل ما ليس عندك ، والبخل : الامتناع من إخراج ما حصل عندك . وقيل : إن الشح هو البخل مع حرص . يقال منه : شححت بالكسر يشح ، وشححت - بالفتح - يشح ، - بالضم - ورجل شحيح ، وقوم شحاح وأشحاء .

                                                                                              و (قوله : " حملهم على أن سفكوا دماءهم ، واستحلوا محارمهم ") هذا هو الهلاك الذي حمل عليه الشح ، لأنهم لما فعلوا ذلك أتلفوا دنياهم وأخراهم ، وهذا كما قال في الحديث الآخر : " إياكم والشح ، فإنه أهلك من كان قبلكم ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا " أي : حملهم على ذلك .




                                                                                              الخدمات العلمية