الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5304 [ 2544 ] وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 378 - 379)، والبخاري (6477)، ومسلم (2988) (49 و 50).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها ") أي : من الإثم والعقاب ، وذلك لجهله بذلك ، أو لترك التثبت ، أو للتساهل . وفي غير كتاب مسلم : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقي لها بالا ، يهوي بها في النار سبعين خريفا " . وفيه من الفقه : وجوب التثبت عند الأقوال والأفعال ، وتحريم التساهل في شيء من الصغائر ، وملازمة الخوف والحذر عند كل قول وفعل ، [ ص: 617 ] والبحث عما مضى من الأقوال والأفعال ، واستحضار ما مضى من ذلك وتذكره من أول زمان تكليفه ؛ لإمكان أن يكون صدر من المكلف شيء لم يتثبته ، يستحق به هذا الوعيد الشديد ، فإذا تذكر واستعان بالله ، فإن ذكر شيئا من ذلك تاب منه ، واستغفر ، وإن لم يتذكر وجب عليه أن يتوب جملة بجملة عما علم وعما لم يعلم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أستغفرك عما تعلم ولا أعلم " . فمن فعل ذلك وصدقت نيته قبلت بفضل الله تعالى توبته .

                                                                                              و (قوله : " من سخط الله ") أي : مما يسخط الله ، وذلك بأن يكون كذبة ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو بهتانا ، أو بخسا ، أو باطلا يضحك به الناس ، كما قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ويل للذي يتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك الناس ، ويل له ، ويل له " .




                                                                                              الخدمات العلمية