الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( الفرق الحادي والستون والمائتان بين قاعدة العجب وقاعدة التسميع ) كلاهما معصية ويعكر على العبادة من جهة المعصية والموازنة لا من جهة الإحباط وفي الحديث الصحيح خرجه مسلم وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من سمع سمع الله به يوم القيامة } أي ينادي به يوم القيامة هذا فلان عمل عملا لي ثم أراد به غيري ، وهو غير الرياء ؛ لأن العمل يقع قبله خالصا ، والرياء مقارن مفسد ، والفرق بينه وبين العجب أنه يكون باللسان ، والعجب بالقلب كلاهما بعد العبادة

[ ص: 228 ]

التالي السابق


[ ص: 228 ] حاشية ابن حسين المكي المالكي

( الفرق الثالث والستون والمائتان بين قاعدة العجب وقاعدة التسميع ) وهو أنهما ، وإن اشتركا في كون كل منهما معصية لا تحبط العبادة لكونها تقع قبلهما خالصة بخلاف الرياء فإنه يقارنها فيحبطها ، وقد تبين مما تقدم كون العجب معصية لا تحبط العبادة إلخ ، وأما التسميع ففي الحديث الصحيح الذي خرجه مسلم وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من سمع سمع الله به يوم القيامة } أي ينادى به يوم القيامة هذا فلان عمل عملا لي ثم أراد به غيري فهو عبارة عن إخبار الشخص بما عمله من العبادات التي أخلص فيها ليعتقد فيه ، ويكرم بخلاف الرياء فإنه كما في تعريفات الجرجاني قد سره ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله - تعالى - فيه إلا أن التسميع يفارق العجب من جهة أنه يكون باللسان ، والعجب يكون بالقلب كما علمت ، والله - تعالى - أعلم .




الخدمات العلمية