الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4675 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في «باب تحريم الظلم».

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 134 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم») . .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما: أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ قال: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) .

                                                                                                                              [ ص: 326 ] قال عياض: قيل: هو على ظاهره، فيكون ظلمات على صاحبه، لا يهتدي يوم القيامة سبيلا، حتى يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم.

                                                                                                                              ويحتمل: أن الظلمات هنا الشدائد، وبه فسروا قوله تعالى: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي: شدائدهما.

                                                                                                                              ويحتمل: أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات. انتهى.

                                                                                                                              وأقول: لا مانع من إرادة الجميع؛ فإن الظالم يستحق بجميع ذلك.

                                                                                                                              (واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم) .

                                                                                                                              قال عياض: يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا، بأنهم سفكوا دماءهم، كما قال: (حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم) .

                                                                                                                              ويحتمل: أنه هلاك الآخرة. قال: وهذا الثاني أظهر.

                                                                                                                              ويحتمل: أنه أهلكهم في الدنيا والآخرة.

                                                                                                                              (معنى الشح)

                                                                                                                              قال جماعة: «الشح»: أشد البخل، وأبلغ في المنع من البخل.

                                                                                                                              وقيل: هو البخل مع الحرص.

                                                                                                                              وقيل: البخل «في أفراد الأمور» والشح عام.

                                                                                                                              [ ص: 327 ] وقيل: البخل فيها، والشح بالمال والمعروف.

                                                                                                                              وقيل: «الشح»: الحرص على ما ليس عنده. و«البخل»: بما عنده.




                                                                                                                              الخدمات العلمية