الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا .

[60] وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ما نعرف الرحمن; لأن قريشا كانت لا تعرف هذا في أسماء الله تعالى، وكان مسيلمة الكذاب تسمى برحمن اليمامة، فغالطت قريش بذلك وقالت: إن محمدا يأمر بعبادة رحمن اليمامة .

أنسجد لما تأمرنا قرأ حمزة ، والكسائي : (يأمرنا) بالغيب إخبارا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ الباقون: بالخطاب له - صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 38 ]

وزادهم الأمر بالسجود نفورا تباعدا عن الإيمان، وهذا محل سجود بالاتفاق، وتقدم اختلاف الأئمة في حكم سجود التلاوة وسجود الشكر ملخصا عند سجدة مريم، فمن جهل وجود الرب سبحانه، أو علم وجوده، وفعل فعلا، أو قال قولا لا يصدر إلا من كافر، فكافر بالاتفاق، ونافي الإسلام مخطيء آثم كافر عند أئمة الإسلام بغير خلاف.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية