الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال تعالى : قل لا أقول لكم عندي خزائن الله [الأنعام : 50] المراد : خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء .

أمره صلى الله عليه وسلم بأن يخبرهم بذلك، وأمره أن يقول لهم أيضا : ولا أدعي أني أعلم الغيب من أفعاله حتى أخبركم به ، وأعرفكم بما سيكون في مستقبل الدهر ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي .

فيه نفي علم الغيب عن خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم صريحا لا يتطرق إليه شك ولا شبهة ، وهو الحق الذي لا محيص عنه .

وقال تعالى : وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة [الأنعام : 73] .

قال المفسرون : صفة للذي خلق السماوات والأرض ، أو هو يعلم ما غاب من عباده ، وما يشاهدونه ، فلا يغيب عن علمه شيء ، ولا يعلم أحد غيره سبحانه شيئا من الغيب .

فمن أثبت علم شيء من المغيبات لغير العالم به على الإطلاق ، فقد أتى بابا عظيما من الشرك .

وقال تعالى : أن الله يعلم سرهم ونجواهم [التوبة : 78] ؛ أي : جميع [ ص: 425 ] ما يسرونه من النفاق ، وما يتناجون به فيما بينهم من الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أصحابه ، وعلى دين الإسلام .

وأن الله علام الغيوب ؛ أي : ما غاب عن العيان ، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء المغيبة ، كائنا ما كان ، وهذا يدل بفحواه على اختصاصه سبحانه بعلم الغيب ، وإذا كان هذا العلم مختصا به ، فادعاؤه لغيره شرك به سبحانه .

ويدل له قوله تعالى : فقل إنما الغيب لله [يونس : 20] ؛ أي : الله هو المحيط بعلمه ، المستأثر به ، لا علم لي ولا لكم ، ولا لسائر مخلوقاته .

التالي السابق


الخدمات العلمية