الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقيل : إن المعنى : وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [الأحقاف : 9] يوم القيامة . [ ص: 438 ]

قيل : إنها لما نزلت ، قدح المشركون ، وقالوا : كيف نتبع نبيا لا يدري ما يفعل به ، ولا بنا ؟ وأنه لا فضل له علينا ؟ .

فنزل قوله تعالى : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح : 2] ، والأول أولى ؛ لما ثبت في «صحيح البخاري » وغيره من حديث أم العلاء ، قالت : «لما مات عثمان بن مظعون ، قلت : رحمك الله يا أبا السائب ، شهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله : «وما يدريك أن الله أكرمه ؟ أما هو ، فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، وما أدري -وأنا رسول الله - ما يفعل بي ، ولا بكم » . قالت أم العلاء : فوالله لا أزكي بعده أحدا . انتهى .

وهذا يرشدك إلى أن القول بنسخ هذه الآية ضعيف جدا .

والمراد : نفي علم الغيب عنه ، وبيان أن الله مستأثر به ، دون خلقه .

وهذا حق لا يتطرق إليه النسخ ، والله أعلم .

وفي حديث عمر برفعه في قصة جبريل -عليه السلام - ، قال: «فأخبرني عن الساعة ، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل » .

فيه نفي علم الغيب عن الأنبياء ، والملائكة .

وفي رواية أبي هريرة : «في خمس لا يعلمهن إلا الله ، ثم قرأ : إن الله عنده علم الساعة الآية » .

والحديث متفق عليه ، وله دلالة على نفي الغيب عن الخلق .

وفي حديث ابن مسعود : إن من العلم أن تقول لما لا تعلم : الله أعلم ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وما أنا من المتكلفين [ص : 86] . متفق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية