الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
السادس : العجب بكثرة العدد من الأولاد والخدم ، والغلمان ، والعشيرة ، والأقارب ، والأنصار والأتباع ، كما قال الكفار : نحن أكثر أموالا وأولادا وكما قال المؤمنون يوم حنين : لا نغلب اليوم من قلة وعلاجه ما ذكرناه في الكبر ، وهو أن يتفكر في ضعفه وضعفهم ، وأن كلهم عبيد عجزة ، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا .

كم ، من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ثم كيف يعجب بهم وأنهم سيفترقون عنه إذا مات فيدفن في قبره ذليلا مهينا وحده لا يرافقه أهل ولا ولد ولا قريب ولا حميم ولا عشير فيسلمونه إلى البلى والحيات والعقارب والديدان ولا يغنون عنه شيئا وفي ، أحوج أوقاته إليهم ، وكذلك يهربون منه يوم القيامة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه الآية .

فأي خير فيمن يفارقك في أشد أحوالك ، ويهرب منك وكيف ، تعجب به ، ولا ينفعك في القبر والقيامة وعلى الصراط إلا عملك وفضل الله تعالى فكيف تتكل على من لا ينفعك ، وتنسى نعم من يملك نفعك وضرك ، وموتك ، وحياتك .

التالي السابق


(السادس: العجب بكثرة العدد من الأولاد) ، والأحفاد، والأسباط، (والخدم، والغلمان، والعشيرة، والأقارب، والأنصار) ، والأعوان (والأتباع، كما قال الكفار: نحن أكثر أموالا وأولادا ) فأعجبوا بكثرتهم (وكما قال المؤمنون يوم حنين: لا نغلب اليوم عن قلة) ، إذن عجبوا بكثرة المؤمنين، وكانوا اثني عشر ألفا سوى من خرج معهم من مشركي مكة نحو الثمانين مساعدة لهم، (وعلاجه ما ذكرناه في الكبر، وهو أن يتفكر في ضعفه وضعفهم، وأن كلهم عبيد وعجزة، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) كما جرت به عادة الله، وما النصر إلا من عند الله، (ثم كيف يعجب بهم وأنهم سيفترقون عنه إذا مات فيدفن في قبره ذليلا مهينا وحده لا يرافقه ولد ولا أهل ولا قريب ولا حميم ولا عشيرة) ممن كان يعتمد عليه، ويتبجح به (فيسلمونه إلى البلى والحيات والعقارب والديدان) ينتهبون جسمه العزيز الغالي، وينتهشونه نهشا حتى يصير روثا في أجوافها، (ولا يغنون عنه شيئا، وهو في أحوج أوقاته إليهم، وكذلك يهربون منه يوم القيامة) ، كما قال تعالى: ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (فأي خير فيمن يفارقك في أشد أحوالك، ويهرب منك، فكيف تعجب به، ولا ينفعك في القبر والقيامة وعلى الصراط إلا عملك) الصالح الذي قدمته بين يديك، (فكيف تتكل على من لا ينفعك، وتنسى نعم من يملك ضرك، ونفعك، وموتك، وحياتك) .




الخدمات العلمية