الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في انقسام النوم إلى ثلاثة أقسام ، وأن النوم أخو الموت .

وقال بعض العلماء : النوم على ثلاثة أقسام ، نومة الخرق ، ونومة الخلق ونومة الحمق . فنومة الخرق نومة الضحى ، ونومة الخلق هي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها أمته فقال { قيلوا فإن الشياطين لا تقيل } ونومة الحمق بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون .

فنوم الصبحة مضر جدا بالبدن لأنه يرخيه ويفسد الفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة .

وقال سيدنا علي رضي الله عنه : من الجهل النوم أول النهار ، والضحك من غير عجب والقائلة تزيد في العقل .

وقال عبد الله بن شبرمة : نوم نصف النهار يعدل شربة دواء ، يعني في الصيف انتهى .

( الثاني ) : النوم أخو الموت ، ولذا لا ينام أهل الجنة ، ولكنه جعل لأجل راحة البدن لينهض الإنسان بعده إلى طاعة ربه .

فقليله خير من كثيره . ويروى أن المسيح عليه السلام قال : خلقان أكرههما النوم من غير سهر ، والضحك من غير عجب ، والثالثة العظمى : إعجاب المرء بعمله . وقال داود لابنه سليمان عليهما السلام : إياك وكثرة النوم فإنه يفقرك إذا احتاج الناس إلى أعمالهم .

وقال لقمان لابنه : يا بني إياك وكثرة النوم والكسل والضجر ، فإنك إذا كسلت لم تؤد حقا ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق . وقالت أم سليمان عليه السلام له : يا بني لا تكثر من النوم فإن النوام يجيء يوم القيامة مفلسا .

التالي السابق


الخدمات العلمية