الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثامنة والثلاثون قوله تعالى { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون } .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 581 ] فيها ست مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : ذم الله تعالى المنافقين والمقصرين في هذه السورة في آيات جملة ، ثم طبقهم طبقات عموما وخصوصا ، فقال : { الأعراب أشد كفرا } .

                                                                                                                                                                                                              وقال : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما } .

                                                                                                                                                                                                              { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات } ; وهذا مدح يتميز به الفاضل من الناقص والمحق من المبطل ، ثم ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، ثم قال : { وممن حولكم من الأعراب منافقون } .

                                                                                                                                                                                                              وقال : { ومن أهل المدينة مردوا على النفاق } أي استمروا عليه وتحققوا به .

                                                                                                                                                                                                              وقال : وآخرون يعني على التوسط خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، ثم قال : { وآخرون مرجون لأمر الله } وهم نحو من سبعة ، منهم أبو لبابة ، وكعب ، ومرارة ، وهلال ، جعلهم تحت المشيئة ورجأهم بالتوبة ، مشيرا إلى المغفرة والرحمة ، ثم قال : { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا } .

                                                                                                                                                                                                              أسقط ابن عامر ونافع منهما الواو ، كأنه رده إلى من هو أهل ممن تقدم ذكره ، وزاد غيرهما الواو ، كأنه جعلهم صنفا آخر .

                                                                                                                                                                                                              وقد قيل : إن إسقاط الواو تجعله مبتدأ ، وليس كذلك ; بل هو لما تقدم وصف ، ولن يحتاج إلى إضمار ، وقد مهدناه في الملجئة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية