الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1052 حدثني علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك قال ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال إن هذا السائل وكأنه حمده فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فأفاق يمسح الرحضاء ) هو بضم الراء وفتح الحاء المهملة وبضاد معجمة ممدودة أي العرق من الشدة ، وأكثر ما يسمى به عرق الحمى .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا السائل ) هكذا هو في بعض النسخ ، وفي بعضها ( أين ) ، وفي بعضها ( أنى ) وفي بعضها ( أي ) ، وكله صحيح ، فمن قال : ( أنى ) أو ( أين ) فهما بمعنى ، ومن قال : ( إن ) فمعناه - والله أعلم - إن هذا هو السائل الممدوح الحاذق الفطن . ولهذا قال : ( وكأنه حمده ) ومن قال : ( أي ) فمعناه أيكم ، فحذف الكاف والميم . والله أعلم .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن مما ينبت الربيع ) ووقع في الروايتين السابقتين ( إن كل ما ينبت الربيع ) أو ( أنبت الربيع ) ورواية ( كل ) محمولة على رواية ( مما ) وهو من باب تدمر كل شيء وأوتيت من كل شيء .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن هذا المال خضر حلو ، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ) ، فيه : فضيلة المال لمن أخذه بحقه وصرفه في وجوه الخير ، وفيه حجة لمن يرجح الغني على الفقير . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية