الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2188 وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش قال عبد الله أخبرنا وقال الآخران حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، وحجاج بن الشاعر ، وأحمد بن خراش ) هكذا هو في جميع النسخ ( أحمد بن خراش ) بالخاء المعجمة المكسورة وبالراء وبالشين المعجمة ، وهو الصواب ، ولا خلاف فيه في شيء من النسخ ، وهو أحمد بن الحسن بن خراش ، أبو جعفر البغدادي نسب إلى جده . وقال القاضي عياض : هكذا هو في الأصول بالخاء المعجمة . قال : قيل : إنه وهم ، وصوابه أحمد بن جواس بفتح الجيم وبواو مشددة وسين مهملة . هذا كلام القاضي ، وهو غلط فاحش ، ولا خلاف أن المذكور في مسلم إنما هو بالخاء المعجمة والراء [ ص: 345 ] والشين المعجمة كما سبق ، وهو الراوي عن مسلم بن إبراهيم المذكور في صحيح مسلم هنا .

                                                                                                                وأما ( ابن جواس ) بالجيم فهو أبو عاصم الحنفي الكوفي روى عنه مسلم أيضا في غير هذا الموضع ، ولكنه لا يروى عن مسلم بن إبراهيم ، ولا هو المراد هنا قطعا . وكان سبب غلط من غلط كون أحمد بن خراش وقع منسوبا إلى جده كما ذكرنا .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين ) فيه إثبات القدر ، وهو حق ، بالنصوص وإجماع أهل السنة . وسبقت المسألة في أول كتاب الإيمان ، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى ، وسبق بها علمه ، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى . وفيه صحة أمر العين ؛ وأنها قوية الضرر . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية