الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2474 وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ومحمد بن حاتم وتقاربا في سياق الحديث واللفظ لابن حاتم قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى بن سعيد عن أبي جمرة عن ابن عباس قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء فاسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الآخر حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه وكره أن يسأل عنه حتى أدركه يعني الليل فاضطجع فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد فظل ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال ما أنى للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال له ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت ففعل فأخبره فقال فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلمارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه فأتى العباس فأكب عليه فقال ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار وأن طريق تجاركم إلى الشام عليهم فأنقذه منهم ثم عاد من الغد بمثلها وثاروا إليه فضربوه فأكب عليه العباس فأنقذه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ) هو بالسين المهملة منسوب إلى أسامة بن لؤي ، وعرعرة بعينين مهملتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة .

                                                                                                                قوله : ( فانطلق الآخر حتى قدم مكة ) هكذا هو في أكثر النسخ ، وفي بعضها ( الأخ ) بدل الآخر ، وهو هو ، فكلاهما صحيح .

                                                                                                                قوله : ( ما شفيتني فيما أردت ) كذا في جميع نسخ مسلم ( فيما ) بالفاء ، وفي رواية البخاري ( مما ) بالميم ، وهو أجود ، أي ما بلغتني غرضي ، وأزلت عني هم كشف هذا الأمر .

                                                                                                                قوله : ( وحمل شنة ) هي بفتح الشين ، وهي القربة البالية .

                                                                                                                قوله : ( فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه ) كذا هو في جميع نسخ مسلم ( تبعه ) ، وفي رواية البخاري ( أتبعه ) . قال القاضي : هي أحسن وأشبه بمساق الكلام ، وتكون بإسكان التاء أي قال له : اتبعني .

                                                                                                                [ ص: 29 ] قوله : ( احتمل قريبته ) بضم القاف على التصغير ، وفي بعض النسخ ( قربته ) بالتكبير ، وهي الشنة المذكورة قبله .

                                                                                                                قوله ( ما أنى للرجل ) وفي بعض النسخ : ( آن ) ، وهما لغتان . أي ما حان ؟ وفي بعض النسخ ( أما ) بزيادة ألف الاستفهام ، وهي مرادة في الرواية الأولى ، ولكن حذفت ، وهو جائز .

                                                                                                                قوله : ( فانطلق يقفوه ) أي يتبعه .

                                                                                                                قوله : ( لأصرخن بها بين ظهرانيهم ) هو بضم الراء من لأصرخن أي لأرفعن صوتي بها . وقوله : ( بين ظهرانيهم ) ، وهو بفتح النون ، ويقال : بين ظهريهم .




                                                                                                                الخدمات العلمية