الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2015 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الشيباني عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجا فكان الناس يأتونه فمن قال يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو قدمت شيئا أو أخرت شيئا فكان يقول لا حرج لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك [ ص: 386 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 386 ] ( عن أسامة بن شريك ) : بفتح الشين وكسر الراء ( حاجا ) : أي مريدا الحج . ( فمن قال يا رسول الله سعيت ) : أي للحج عقيب الإحرام بعد طواف قدوم الآفاق أو طواف نفل للمكي . ( قبل أن أطوف ) : أي طواف الإفاضة وهو بظاهره يشمل الآفاق والمكي ، وهو مذهب أبي حنيفة على اختلاف في أفضلية التقديم والتأخير خلافا للشافعي حيث قيده بالآفاقي . ( أو قدمت شيئا أو أخرت شيئا ) : أي في أفعال أيام منى . ( يقول لا حرج لا حرج ) : أي لا إثم . ( إلا على رجل ) : بالاستثناء يؤيد أن معنى الحرج هو الإثم ( اقترض ) : بالقاف أي اقتطع ( عرض رجل مسلم ) : أي نال منه وقطعه بالغيبة أو غيرها . ( وهو ) : أي والحال أن ذلك الرجل ( ظالم ) : فيخرج حرج الرواة والشهود فإنه مباح . ( فذلك الذي ) : أي الرجل الموصوف ( حرج ) : بكسر الراء أي وقع منه حرج ( وهلك ) : أي بالإثم ، والعطف تفسيري ، كذا في المرقاة .

                                                                      قال المنذري : قال بظاهر الحديث مجاهد وطاوس والشافعي وفقهاء أصحاب الحديث في جماعة من السلف ، وأنه لا شيء عليه في الجميع قدم منها ما قدم وأخر منها ما أخر . وذهب قوم إلى أنه إذا قدم شيئا أو أخر كان عليه دم وقالوا أراد - صلى الله عليه وسلم - رفع الحرج والإثم دون الفدية . وقال بعضهم : من فعل ذلك ساهيا فلا شيء عليه . وفي بعض طرقه : " إني لم أشعر فحلقت ، فكأنهم اعتمدوا عليه ، انتهى كلام المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية