الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3078 حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك قال هشام العرق الظالم أن يغرس الرجل في أرض غيره فيستحقها بذلك قال مالك والعرق الظالم كل ما أخذ واحتفر وغرس بغير حق

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( قال هشام ) : وهو ابن عروة ( العرق الظالم أن يغرس إلخ ) : أي معنى قوله العرق الظالم هو أن يغرس إلخ ( ما أخذ ) : بصيغة المجهول وكذا ما بعده ( واحتفر ) : الاحتفار زمين كندن ( وغرس ) : في القاموس : غرس الشجر يغرسه أثبته في الأرض كأغرسه . قال الزرقاني تحت قول مالك : وظاهر هذا أن الرواية بالتنوين ، وبه جزم في تهذيب الأسماء واللغات فقال : واختار مالك والشافعي تنوين عرق ، وذكر نصه هذا ، ونص الشافعي بنحوه ، وبالتنوين جزم الأزهري وابن فارس وغيرهما ، وبالغ الخطابي فغلط من رواه بالإضافة وليس كما قال ، فقد ثبتت ووجهها ظاهر فلا يكون غلطا ، فالحديث يروى بالوجهين . وقال القاضي عياض : أصل العرق الظالم في الغرس يغرسه في الأرض غير ربها ليستوجبها به ، وكذلك ما أشبهه من بناء أو استنباط ماء أو استخراج معدن ، سميت عرقا لشبهها في الإحياء بعرق الغرس . وفي المنتقى قال عروة وربيعة : العروق أربعة عرقان ظاهران البناء والغرس ، وعرقان باطنان المياه والمعادن ، فليس للظالم في ذلك حق في بقاء أو انتفاع ، فمن فعل ذلك في ملك غيره ظلما فلربه أن يأمره بقلعه أو يخرجه منه ويدفع إليه قيمته مقلوعا وما لا قيمة له بقي لصاحب الأرض على حاله بلا عوض . انتهى . والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية