الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          653 حدثنا علي بن سعيد الكندي حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن عامر الشعبي عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه وذهب فعند ذلك حرمت المسألة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مفظع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثر حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم عن عبد الرحيم بن سليمان نحوه قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن حبشي ) بضم الحاء وسكون الموحدة ( بن جنادة ) بضم الجيم .

                                                                                                          قوله : ( ولا لذي مرة ) أي لذي قوة على الكسب ( سوي ) صحيح سليم الأعضاء ( إلا لذي فقر مدقع ) بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر القاف وهو الفقر الشديد الملصق صاحبه بالدقعاء ، وهي الأرض التي لا نبات به ( أو غرم مفظع ) بضم الغين المعجمة وسكون الراء وهو ما يلزم أداؤه تكلفا لا في مقابلة عوض ؛ والمفظع بضم الميم وسكون الفاء وكسر الظاء المعجمة وبالعين المهملة وهو الشديد الشنيع الذي جاوز الحد . كذا في نيل الأوطار . وقال القاري في المرقاة : قال الطيبي : والمراد ما استدان لنفسه وعياله في مباح . قال : ويمكن أن يكون المراد به ما لزمه من الغرامة بنحو دية وكفارة انتهى .

                                                                                                          ( ليثرى من الإثراء ( به ) أي بسبب السؤال وبالمأخوذ ( ماله ) قال القاري في المرقاة : بفتح اللام ورفعه أي ليكثر ماله من أثرى الرجل إذا كثرت أمواله ، كذا قاله بعض الشراح . وفي النهاية : الثرى المال ، وأثرى القوم كثروا وكثرت أموالهم . وفي القاموس . الثروة كثرة العدد من الناس والمال ، وثرى القوم كثروا ونموا ، والمال كذلك ، وثري كرضي كثر ماله ، كأثرى . إذا عرفت ذلك فاعلم أن في أكثر النسخ ماله بفتح اللام ، وهو خلاف ما عليه أهل اللغة من أن أثرى لازم قد تعين رفعه اللهم إلا أن يقال " ما " موصولة و " له " جار ومجرور انتهى ( كان ) أي السؤال أو المال ( خموشا ) بالضم أي عبسا ( ورضفا ) بفتح فسكون أي حجرا محميا ( فمن شاء فليقل ) أي هذا السؤال أو ما يترتب عليه من النكال ( ومن شاء فليكثر ) وهما أمر تهديد ، ونظيره قوله تعالى : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب من هذا الوجه ) لم يحكم الترمذي على هذا الحديث بشيء من الصحة أو الضعف ، والحديث ضعيف لأن في سنده مجالدا وهو ضعيف .

                                                                                                          [ ص: 257 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية