الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          758 حدثنا أبو بكر بن نافع البصري حدثنا مسعود بن واصل عن نهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس قال وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه من غير هذا الوجه مثل هذا وقال قد روي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا شيء من هذا وقد تكلم يحيى بن سعيد في نهاس بن قهم من قبل حفظه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو بكر بن نافع البصري ) اسمه محمد بن أحمد بن نافع العبدي ، مشهور بكنيته صدوق من صغار العاشرة ( أخبرنا مسعود بن واصل ) الأزرق البصري صاحب السابري ، لين الحديث من التاسعة ( عن نهاس ) بتشديد الهاء ثم مهملة ( بن قهم ) بفتح القاف وسكون الهاء البصري ، ضعيف من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( ما ) بمعنى ليس ( من أيام ) من زائدة وأيام اسمها ( أحب إلى الله ) بالنصب على أنه خبرها وبالفتح صفتها وخبرها ثابتة ، وقيل : بالرفع على أنه صفة أيام على المحل والفتح على أنها صفتها على اللفظ . وقوله : ( أن يتعبد ) في محل رفع بتأويل المصدر على أنه فاعل أحب ، وقيل التقدير ؛ لأن يتعبد أي يفعل العبادة ( له ) أي لله ( فيها ) أي في الأيام ( من عشر ذي الحجة ) قال الطيبي : قيل لو قيل أن " يتعبد " مبتدأ و " أحب " خبره و " من " متعلق بأحب يلزم الفصل بين أحب ومعموله بأجنبي ، فالوجه أن يقرأ أحب بالفتح ليكون صفة أيام وأن يتعبد فاعله ومن متعلق بأحب والفصل ليس بأجنبي ، وهو كقوله ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من عين زيد ، وخبر ما محذوف ، أقول : لو جعل أحب خبر ما وأن يتعبد متعلقا بأحب بحذف الجار أي ما من أيام أحب إلى الله لأن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة لكان أقرب لفظا ومعنى ، أما اللفظ فظاهر ، وأما المعنى فلأن سوق الكلام لتعظيم الأيام والعبادة تابعة لها لا عكسه ، وعلى ما ذهب إليه القائل يلزم العكس مع ارتكاب ذلك التعسف ( يعدل ) بالمعلوم وقيل بالمجهول أي يساوي ( صيام كل يوم منها ) أي ما عدا العاشر . وقال ابن الملك : أي من أول ذي الحجة إلى يوم عرفة ( صيام سنة ) أي لم يكن فيها عشر ذي الحجة ، كذا قيل ، والمراد صيام التطوع فلا يحتاج إلى أن يقال : لم يكن فيها أيام رمضان .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب إلخ ) وأخرجه ابن ماجه ، وهذا حديث ضعيف ؛ لأن في سنده مسعود بن واصل ، وهو لين الحديث ، وفيه نهاس بن قهم وهو ضعيف كما عرفت .

                                                                                                          [ ص: 388 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية