الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2004 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا عبد الله بن إدريس حدثني أبي عن جدي عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب وعبد الله بن إدريس هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني أبي ) أي إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ثقة من السابعة ( عن جدي ) أي يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الزعافري أبي داود الأودي مقبول من الثالثة ، قوله : ( عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ) أي عن أكثر أسباب إدخالهم الجنة مع الفائزين ( تقوى الله ) وله مراتب أدناها التقوى عن الشرك ( وحسن الخلق ) أي مع الخلق ، وأدناه ترك أذاهم وأعلاه الإحسان إلى من أساء إليه منهم ( الفم والفرج ) لأن المرء غالبا بسببهما يقع في مخالفة الخالق وترك المخالفة مع المخلوق ، قال الطيبي قوله : تقوى الله إشارة إلى حسن المعاملة مع الخالق بأن يأتي جميع ما أمره به وينتهي عن ما نهى عنه وحسن الخلق إشارة إلى حسن المعاملة مع الخلق وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة ونقيضهما لدخول النار فأوقع الفم والفرج مقابلا لهما ، أما الفم فمشتمل على اللسان ، وحفظه ملاك أمر الدين كله وأكل الحلال رأس التقوى كله ، وأما الفرج فصونه من أعظم مراتب الدين قال تعالى : والذين هم لفروجهم حافظون لأن هذه الشهوة أغلب الشهوات على الإنسان وأعصاها على العقل عند الهيجان ، ومن ترك الزنا خوفا من الله تعالى مع القدرة وارتفاع الموانع وتيسر الأسباب لا سيما عند صدق الشهوة وصل إلى درجة الصديقين قال تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ومعنى الأكثرية في الجملتين أن أكثر أسباب السعادة الأبدية الجمع بين الخصلتين وأن أكثر أسباب الشقاوة السرمدية الجمع بين هاتين الخصلتين ، قوله : ( هذا حديث صحيح غريب ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في الزهد وغيره وكذا في الترغيب .




                                                                                                          الخدمات العلمية