الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2408 حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا عمر بن علي المقدمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتكفل لي ما بين لحييه وما بين رجليه أتكفل له بالجنة وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس قال أبو عيسى حديث سهل حديث حسن صحيح غريب من حديث سهل بن سعد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عمر بن علي ) بن عطاء بن مقدم المقدمي بصري أصله واسطي ثقة ، وكان يدلس شديدا من الثامنة .

                                                                                                          قوله : ( من يتوكل لي ) بالجزم على أن " من " شرطية . قال في النهاية : توكل بالأمر إذا ضمن القيام به . وقيل هو بمعنى تكفل ، انتهى . وفي رواية للبخاري : " من يضمن لي " قال الحافظ : [ ص: 76 ] بفتح أوله وسكون الضاد المعجمة والجزم من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية فأطلق الضمان وأراد لازمه . وهو أداء الحق الذي عليه . فالمعنى من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه ، وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال ، انتهى ( ما بين لحييه ) بفتح اللام وسكون الحاء والتثنية هما العظمان اللذان ينبت عليهما الأسنان علوا وسفلا . قال الحافظ : والمراد بما بين اللحيين اللسان وما يتأتى به النطق ، وبما بين الرجلين الفرج . وقال ابن بطال : دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر ، انتهى ما في الفتح ( أتوكل له ) بالجزم جواب الشرط وهو من باب المقابلة ( بالجنة ) أي دخولها أولا أو درجاتها العالية .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس ) . أما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث ابن عباس فلينظر من أخرجه . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البخاري في كتاب الرقاق وفي كتاب المحاربين .




                                                                                                          الخدمات العلمية