الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3215 حدثنا عبد حدثنا روح عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال قال ابن عباس رضي الله عنهما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء إلا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وأحل الله فتياتكم المؤمنات وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي وحرم كل ذات دين غير الإسلام ثم قال ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين وقال يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك إلى قوله خالصة لك من دون المؤمنين وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء قال أبو عيسى هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث عبد الحميد بن بهرام قال سمعت أحمد بن الحسن يذكر عن أحمد بن حنبل قال لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد ) بن حميد ( أخبرنا روح ) بن عبادة . قوله : ( قال ) أي الله تعالى لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بترك إحدى التاءين في الأصل بهن من أزواج بأن تطلقهن أو بعضهن وتنكح بدل من طلقت إلا ما ملكت يمينك من الإماء فتحل لك . قال الحافظ ابن [ ص: 56 ] كثير : ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضا عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جزاؤهن أن الله تعالى قصره عليهن وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو يستبدل بهن أزواجا غيرهن ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حرج عليه فيهن ، ثم إنه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم هذه الآية وأباح له التزوج . ولكن لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن ، ثم ذكر حديث عائشة الآتي ثم قال : وقال آخرون بل معنى الآية لا يحل لك النساء من بعد أي من بعد ما ذكرنا لك من صفة النساء اللاتي أحللنا لك من نسائك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك وبنات العم والعمات والخال والخالات والواهبة ، وما سوى ذلك من أصناف النساء فلا يحل لك ، هذا مروي عن أبي بن كعب ، وعكرمة ، ومجاهد في رواية عنه والضحاك في رواية وأبي صالح ، والحسن ، وغيرهم ثم قال : واختيار ابن جرير رحمه الله ، أن الآية عامة فيمن ذكر من أصناف النساء وفي النساء اللواتي في عصمته ، وكن تسعا وهذا الذي قاله جيد ولعله مراد كثير ممن حكينا عنه من السلف فإن كثيرا منهم روي عنه هذا وهذا ولا منافاة انتهى ( ثم قال ) أي ثم قرأ ابن عباس ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين يعني ومن يجحد ما أمر الله به من توحيده ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله فقد بطل ثواب عمله الذي كان عمله في الدنيا وخاب وخسر في الدنيا والآخرة . وهذه الآية في سورة المائدة والظاهر أن ابن عباس قرأها لبيان وجه تحريم الله على رسوله صلى الله عليه وسلم كل ذات دين غير الإسلام .

                                                                                                          [ ص: 57 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية