الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3522 حدثنا أبو موسى الأنصاري حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي كعب صاحب الحرير حدثني شهر بن حوشب قال قلت لأم سلمة يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وفي الباب عن عائشة والنواس بن سمعان وأنس وجابر وعبد الله بن عمرو ونعيم بن همار قال أبو عيسى وهذا حديث حسن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله . ( حدثنا أبو موسى الأنصاري ) هو إسحاق بن موسى ( أخبرنا معاذ بن معاذ ) العنبري التميمي البصري ( عن أبي كعب صاحب الحرير ) اسمه عبد ربه بن عبيد الأزدي مولاهم ، ثقة من السابعة . قال في تهذيب التهذيب : روى له الترمذي حديثا واحدا : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) قوله : ( يا مقلب القلوب إلخ ) تقدم شرحه في باب ما جاء أن القلوب بين إصبعي الرحمن من أبواب القدر ( قالت ) أي أم سلمة ( ما لأكثر دعائك ) أي ما السبب في إكثارك هذا الدعاء ( قال ) أي النبي " إنه " الضمير للشأن ( فمن شاء أقام ) أي فمن شاء الله أقام قلبه وثبته على دينه وطاعته ( ومن شاء أزاغ ) أي ومن شاء الله أمال قلبه وصرفه عن دينه وطاعته ( فتلا معاذ ) أي ابن معاذ المذكور . قوله : ( وفي الباب عن عائشة والنواس بن سمعان إلخ ) أما حديث النواس فأخرجه أحمد ، وأما حديث أنس فأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وأخرجه الترمذي أيضا في القدر ، وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه أحمد ومسلم ، وأما أحاديث بقية الصحابة فلينظر من أخرجها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد .

                                                                                                          [ ص: 355 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية