الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4869 - وعن أسلم قال : إن عمر دخل يوما على أبي بكر الصديق ، وهو يجبذ لسانه فقال عمر : مه غفر الله لك ، فقال له أبو بكر : إن هذا أوردني الموارد . رواه مالك .

التالي السابق


4869 - ( وعن أسلم ) : هو مولى عمر بن الخطاب ، كنيته أبو خالد ، كان حبشيا ، اشتراه عمر بمكة سنة إحدى عشرة ، سمع عمر بن الخطاب ، وروى عنه زيد بن أسلم وغيره ، مات في ولاية مروان ، وله مائة وأربع عشرة سنة . ( قال : إن عمر دخل يوما على أبي بكر الصديق ، وهو يجبذ ) : بكسر الموحدة أي : يجذب ( لسانه ) ، ويمده ويجره ، ففي المغرب : الجبذ بمعنى الجذب وكلاهما من باب ضرب . قال الطيبي : وفي النهاية : الجبذ لغة في الجذب ، وقيل هو مقلوب منه . اهـ . وفي القاموس : الجبذ : الجذب وليس مقلوبه ، بل لغة صحيحة ووهم الجوهري وغيره . ( فقال عمر : مه ) : بفتح ميم وسكون هاء اسم فعل بمعنى اكفف وامتنع عن ذلك . ( غفر الله لك ) : دعاء أو إخبار عما سمع في حقه ( فقال له أبو بكر : إن هذا ) أي : اللسان ، والإشارة للتعظيم أو التحقير ( أوردني الموارد ) أي : أدخلني المهالك ( رواه مالك ) : وكذا ابن أبي الدنيا والبيهقي ، وفي لفظ البيهقي قال : إن هذا أوردني شر الموارد ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله ذرب اللسان على حدته " . كذا نقله ميرك عن المنذري . وقال العراقي : حديث ابن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه ، فقال : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ إن هذا أوردني الموارد ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان عليه حدته " . رواه ابن أبي الدنيا في الصمت ، وأبو يعلى في مسنده ، والدارقطني في العلل ، والبيهقي في الشعب من رواية أسلم مولى عمر ، وقال الدارقطني : إن المرفوع وهم على الدراوردي . قال : وروي هذا الحديث عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر ، ولا علة له . قال الغزالي : وفي الآثار ، روي عن الصديق أنه كان يضع حصاة في فيه يمنع بها نفسه من الكلام ، وكان يشير إلى لسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .

[ ص: 3055 ]



الخدمات العلمية