الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  13023 - حدثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ، قال : أكبر الكبائر [ ص: 253 ] الإشراك بالله ، لأن الله قال : من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ، واليأس من روح الله قال الله : لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ، والآخرة من مكر الله لأن الله عز وجل يقول : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، ومنها عقوق الوالدين لأن الله عز وجل ، جعل العاق جبارا شقيا ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق لأن الله تبارك وتعالى يقول : فجزاؤه جهنم الآية ، وقذف المحصنات ، لأن الله جل ذكره يقول : لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ، وأكل مال اليتيم ، لأن الله عز وجل يقول : إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا والفرار من الزحف ، لأن الله تعالى يقول : ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير وأكل الربا ، لأن الله تعالى يقول : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس والسحر ، لأن الله تعالى يقول : ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق والزنا لأن الله يقول : يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، واليمين الغموس الفاجرة ، لأن الله يقول : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية ، والغلول ، لأن الله تعالى يقول : ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ، ومنع الزكاة المفروضة ، لأن الله تعالى قال : فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم وشهادة الزور ، لأن الله عز وجل يقول : ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وشرب الخمر ، لأن الله عز وجل عدل بها الأوثان ، وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " من ترك [ ص: 254 ] الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله " ونقض العهد ، وقطيعة الرحم .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية