الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  13607 - حدثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ، ثنا أيوب بن نهيك ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح ، يقول : سمعت ابن عمر ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتى صاحب بز فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم فخرج وهو عليه فإذا رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اكسني قميصا كساك الله من ثياب الجنة ، فنزع القميص فكساه إياه ، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم ، وبقي معه درهمان ، فإذا هو بجارية في الطريق تبكي ، فقال : " ما يبكيك ؟ " ، فقالت : يا رسول الله دفع إلي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا ، فدفع النبي صلى الله عليه وسلم إليها الدرهمين الباقيين ، ثم ولت وهي تبكي ، فدعاها ، فقال : " ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين ؟ " قالت : أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلم فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا ، فقال : " أسمعتم أول السلام ؟ " ، قالوا : نعم ، لكن أحببنا أن [ ص: 442 ] تزيدنا من السلام ، فما أشخصك بأبينا وأمنا ؟ قال : " أشفقت هذه الجارية أن تضربوها " ، قال صاحبها : فهي حرة لوجه الله لممشاك معها فبشرهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بالخير والجنة ، ثم قال : " لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصا ، ورجلا من الأنصار قميصا ، وأعتق الله منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية