الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3949 حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : حدثنا سهل بن عثمان قال : حدثنا أبو مالك الجنبي ، عن جويبر ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة ، في ثلاثة أيام ، وصايا كلها فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب ، وكان فيما ناجاه أن قال : يا موسى ، إنه لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا ، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ، ولا تعبدني العابدون بمثل البكاء من خيفتي ، فقال موسى : يا إله البرية كلها ، ويا مالك يوم الدين ، يا ذا الجلال والإكرام ، فماذا أعددت لهم ؟ وماذا جزيتهم ؟ قال : يا موسى ، أما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي ، يتبوءون حيث يشاءون ، وأما الورعة عما حرمت عليهم ، فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا ناقشته الحساب ، وناقشته عما كان في يديه ، إلا ما كان من الورعين ، فإني أستحييهم وأجلهم فأدخلهم الجنة بغير حساب ، وأما البكاؤن من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى ، لا يشاركون فيه " .

                                                  [ ص: 558 ] لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : أبو مالك الجنبي .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية