الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            113 وعن ابن عامر - أو أبي عامر أو أبي مالك - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل - عليه السلام - في غير صورته يحسبه رجلا من المسلمين ، فسلم ، فرد عليه السلام ، ثم وضع جبريل يده على ركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " أن تسلم وجهك لله ، وتشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة " . قال : فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ قال : " نعم " . قال : ثم قال : ما الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر كله خيره وشره " . قال : فإذا فعلت ذلك قد آمنت ؟ قال : " نعم " ، ثم قال ما الإحسان يا رسول الله ؟ قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فهو يراك " . قال : فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت ؟ قال : " نعم " . ونسمع رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى الذي يكلمه ولا نسمع كلامه . قال : فمتى الساعة يا رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سبحان الله ! خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله : إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ، إن الله عليم خبير . ولكن إن شئت حدثتك بعلامتين تكونان قبلها " قال : حدثني قال : " إذا رأيت الأمة تلد ربها ، ويطول أهل البنيان بالبنيان ، وعاد العالة الحفاة رءوس الناس " ، قال : ومن أولئك يا رسول الله ؟ قال : " العريب " . قال : ثم ولى ، قال : فلما لم نر طريقه قال : " [ ص: 40 ] سبحان الله ! هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، والذي نفس محمد بيده ما جاءني قط إلا وأنا أعرفه إلا أن تكون هذه المرة " .

                                                                                            رواه أحمد ، وفي إسناده شهر بن حوشب .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية