الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            115 وعن ابن عمر قال : أتى ابن عمر رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنا نسافر فنلقى أقواما يقولون : لا قدر ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء ، كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل حسن الوجه ، طيب الريح ، نقي الثوب ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، أدنو منك ؟ قال : " ادنه " ، فدنا دنوة . قال ذلك مرارا حتى اصطكتا ركبتاه [ ص: 41 ] بركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصيام رمضان ، والغسل من الجنابة " . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت ، فما الإيمان ؟ قال : " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والقدر خيره وشره حلوه ومره من الله " . قال : " فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت ، فما الإحسان ؟ قال : تعبد الله كأنك تراه فإن تكن لا تراه فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ قال : " نعم " . قال : صدقت ، قلنا : ما رأينا رجلا [ أحسن وجها ولا ] أطيب ريحا ولا أشد توقيرا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله للنبي - صلى الله عليه وسلم - : صدقت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " علي بالرجل " ، فقمنا ، وقمت أنا إلى طريق من طرق المدينة فلم نر شيئا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل تدرون من هذا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا جبريل يعلمكم مناسك دينكم ، ما جاءني في صورة قط إلا عرفته ، إلا في هذه الصورة " .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله موثقون .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية