الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                الكبر لله على أعدائه حسن ، وعلى عباده احتقارا لهم حرام وكبيرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر ، فقالوا : يا رسول الله ، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنة ، فقال : إن الله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر بطر الحق وغمض الناس " . قال العلماء : بطر الحق رده على قائله ، وغمض الناس : احتقارهم ، وقوله عليه السلام : " لن يدخل الجنة " . وعيد عظيم يقتضي أن الكبر من الكبائر ، وعدم دخوله الجنة مطلقا عند المعتزلة ; لأن صاحب الكبيرة عندهم مخلد ، وعند أهل الحق : لا يدخل في وقت يدخلها غير المتكبرين أي في المبدأ ، والنفي العام قد يراد به الخاص إذا اقتضته النصوص [ ص: 251 ] والقواعد ، والكبر من أعظم ذنوب القلب ، نسأل الله العافية ، حتى قال بعض الأولياء : كل ذنوب القلب يكون معه الفتح إلا الكبر ، والفرق بينه وبين العجب أن العجب رؤيته للعبادة ، والكبر راجع للخلق .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية