الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1859 [ ص: 348 ] ( 7 ) باب ما جاء في الصدق والكذب

                                                                                                                        1864 - مالك عن صفوان بن سليم ; أن رجلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أكذب امرأتي يا رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا خير في الكذب " فقال الرجل : يا رسول الله أعدها وأقول لها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا جناح عليك " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        41410 - قال أبو عمر : لا أعلم هذا الحديث بهذا اللفظ يستند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه من الوجوه . وقد رواه سفيان بن عيينة ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار .

                                                                                                                        41411 - حدثنا محمد بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن مطرف ، حدثنا سعيد بن عثمان ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل الإيلي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار قال : قال رجل ، يا رسول الله ، هل علي جناح أن أكذب امرأتي ؟ : قال : " لا يحب الله الكذب " فقال : يا رسول الله : أستصلحها وأستطيب نفسها ، فقال : " لا جناح عليك " .

                                                                                                                        41412 - قال ابن عيينة : وأخبرني ابن أبي حسين ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يصلح الكذب إلا في ثلاث ، يصلح الرجل بين اثنين ، والحرب خدعة ، [ ص: 349 ] والرجل يستصلح امرأته " .

                                                                                                                        41413 - قال أبو عمر : إذا كان للرجل أن يكذب في الإصلاح بين اثنين ; فإصلاحه بينه وبين امرأته أولى بذلك ، ما لم يقصد بذلك ظلما ، وكذلك غير امرأته من صديق قد آخاه في الله يخشى فساده ، وأن يحرم الانتفاع به في دينه وماله .

                                                                                                                        41414 - وقد روى شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " كل الكذب يكتب على ابن آدم ، إلا ثلاثا ; كذب الرجل أمرأته ليرضيها ، ورجل كذب ليصلح بين اثنين ، ورجل كذب في خديعة حرب " .

                                                                                                                        41415 - قال أبو عمر : حسبك في هذا الباب بحديث ابن شهاب ، وقد رواه مالك ، ومعمر ، وشعيب ، وعقيل ، وغيرهم عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أمه ; أم كلثوم ، قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ليس بالكذاب من قال خيرا ; ليصلح بين الناس " .

                                                                                                                        41416 - وأما حديث مالك ; فرواه الليث بن سعد ، عن يحيى بن أيوب ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن [ ص: 350 ] أمه أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ليس بالكذاب الذي يمشي يصلح بين الناس ; فينمي خيرا أو يقوله " .

                                                                                                                        41417 - وقد احتج ابن عيينة في إباحة الكذب فيما ليس فيه مضرة على أحد ، إذا قصد به الخير ونواه ; لقول الله - تعالى - حاكيا عن إبراهيم - عليه السلام - بل فعله كبيرهم هذا [ الأنبياء : 63 ] وبفعل يوسف إذ جعل الصاع في رحل أخيه ، ثم نادى مناديه أيها العير إنكم لسارقون [ يوسف : 70 ] .

                                                                                                                        41418 - وقد أتينا من الأحاديث عن السلف في هذا الباب بما فيه شفاء وسكون للنفس ; في الاقتداء ، في " التمهيد " . والحمد لله .




                                                                                                                        الخدمات العلمية