الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور

                                                                                                                                                                                                                                        ذلك بأن من جني عليه وظلم فإنه يجوز له مقابلة الجاني بمثل جنايته، فإن فعل ذلك فليس عليه سبيل، وليس بملوم، فإن بغي عليه بعد هذا فإن الله ينصره؛ لأنه مظلوم، فلا يجوز أن يبغى عليه بسبب أنه استوفى حقه، وإذا كان المجازي غيره بإساءته إذا ظلم بعد ذلك نصره الله، فالذي بالأصل لم يعاقب أحدا إذا ظلم وجني عليه فالنصر إليه أقرب.

                                                                                                                                                                                                                                        إن الله لعفو غفور ؛ أي: يعفو عن المذنبين، فلا يعاجلهم بالعقوبة، ويغفر ذنوبهم فيزيلها، ويزيل آثارها عنهم، فالله هذا وصفه المستقر اللازم الذاتي، ومعاملته لعباده في جميع الأوقات بالعفو والمغفرة، فينبغي لكم أيها المظلومون المجني عليهم، أن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ليعاملكم الله كما تعاملون عباده فمن عفا وأصلح فأجره على الله .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية