الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قال الأشعري في كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين بعد أن ذكر اختلافهم في الجليل من الكلام كالتوحيد والقدر والأسماء والأحكام والإمامة والوعيد، قال: "ذكر اختلاف الناس في الدقيق:

اختلف المتكلمون في الجسم ما هو على اثنتي عشرة مقالة؛ فقال قائلون: الجسم هو ما احتمل الأعراض كالحركات والسكون وما أشبه ذلك، فلا جسم إلا ما احتمل [الأعراض] [ ص: 328 ] ولا ما يحتمل أن تحل الأعراض فيه إلا جسم، وزعموا أن الجزء الذي لا يتجزأ جسم يحتمل الأعراض، وكذلك معنى الجوهر أنه يحتمل الأعراض وهذا قول أبي الحسين الصالحي" قال: "وزعم صاحب هذا القول أن الجسم محتمل لجميع أجناس الأعراض غير أن التأليف لا يسمى حتى يكون تأليف آخر، ولكن أحدهما قد يجوز على الجزء ولا نسميه تأليفا اتباعا للغة، قالوا: [وذلك] أن أهل اللغة لم يجيزوا مماسة [ ص: 329 ] لا شيء، قالوا: وإنما سمي ذلك عند مجامعة الآخر له؛ وإلا فحظه من ذلك قد يقدر الله أن يحدثه فيه وإن لم يكن آخر معه إذا كان يقوم به، ولا يقوم بأخيه. وشبهوا ذلك بالإنسان يحرك أسنانه، فإن كان فيه شيء فذلك مضغ، وإن لم يكن في فيه شيء لم يسم ذلك مضغا. قال: "وقال قائلون: الجسم إنما يكون جسما للتأليف والاجتماع، وزعم هؤلاء أن الجزء الذي لا يتجزأ إذا جامع جزءا آخر لا يتجزأ فكل واحد منهما في حال الاجتماع جسم لأنه مؤلف بالآخر، فإذا افترقا لم يكونا ولا واحد منهما جسما قال وهذا قول البغداديين".

التالي السابق


الخدمات العلمية