الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 440 ] ولما كان هذا منه موجبا ولا بد لكل سامع منصف من المبادرة إلى الإذعان لهذه الحجة القطعية ، وهي استحقاقه للافراد بالعبادة للتفرد بالإنعام ، ازداد تشوف المخاطب إلى جوابهم ، فأجيب بقوله : قالوا منكرين عليه معتمدين على محض التقليد أجئتنا أي : من عند من ادعيت أنك رسوله لنعبد الله أي : الملك الأعظم وحده ولما كان هذا منهم في غاية العجب المستحق للإنكار ، أتبعوه ما هو كالعلة لإنكارهم عليه ما دعاهم إليه ، فقالوا : ونذر أي : نترك على غير صفة حسنة ما كان يعبد آباؤنا أي : مواظبين على عبادته بما دلوا عليه بـ (كان) وصيغة المضارع - مع الإشارة بها إلى تصوير آبائهم في حالهم ذلك - ليحسن - في زعمهم - إنكار مخالفتهم لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان معنى هذا الإنكار أنا لا نعطيك ، وكان قد لوح لهم بالتذكر بقوم نوح وقوله : أفلا تتقون إلى الأخذ إن أصروا ، سببوا عن ذلك قولهم : فأتنا أي : عاجلا بما تعدنا أي : من العذاب بما لوح إليه إيماؤهم إلى التكذيب بقولهم : إن كنت من الصادقين وتسميتهم للنذار بالعذاب وعدا من باب الاستهزاء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية