الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمرهم ونهاهم ، ذكر لهم ترغيبا مشيرا إلى ترهيب فقال : واذكروا أي : نعمة الله عليكم إذ جعلكم خلفاء أي : فيما أنتم فيه من بعد عاد أي : إهلاكهم وبوأكم في الأرض أي : جعل لكم في جنسها مساكن تبوؤون أي : ترجعون إليها وقت راحتكم ، سهل عليكم من عملها في أي أرض أردتم ما لم يسهله على غيركم ، ولهذا فسر المراد بقوله : تتخذون أي : بما لكم من الصنائع من سهولها قصورا أي : أبنية - بالطين واللبن والآجر - واسعة عالية حسنة يقصر أمل الآمل ونظر الناظر عليها مما فيها من المرافق والمحاسن وتنحتون الجبال أي : أي جبل أردتم تقدرونها بيوتا

                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكرهم بهذه النعم مرغبا مرهبا - كرر ذلك إشارة وعبارة فقال مسببا عما ذكرهم به : فاذكروا أي : ذكر إذعان ورغبة ورهبة آلاء أي : نعم الله أي : الذي له صفات الكمال فلا حاجة [ ص: 446 ] به إلى أحد ، فإحسانه هو الإحسان في الحقيقة ولا تعثوا في الأرض من العثي وهو الفساد ، وهو مقلوب عن العيث - قاله ابن القطاع ، وحينئذ يكون قوله : مفسدين بمعنى معتمدين للفساد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية