الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ( 112 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فعلنا بهم ذلك بكفرهم ، وقتلهم الأنبياء ، ومعصيتهم ربهم ، واعتدائهم أمر ربهم .

وقد بينا معنى "الاعتداء " في غير موضع فيما مضى من كتابنا بما فيه الكفاية عن إعادته .

فأعلم ربنا جل ثناؤه عباده ، ما فعل بهؤلاء القوم من أهل الكتاب ، من إحلال الذلة والخزي بهم في عاجل الدنيا ، مع ما ذخر لهم في الآجل من العقوبة والنكال وأليم العذاب ، إذ تعدوا حدود الله ، واستحلوا محارمه تذكيرا منه تعالى ذكره [ ص: 118 ] لهم ، وتنبيها على موضع البلاء الذي من قبله أتوا لينيبوا ويذكروا ، وعظة منه لأمتنا أن لا يستنوا بسنتهم ويركبوا منهاجهم ، فيسلك بهم مسالكهم ، ويحل بهم من نقم الله ومثلاته ما أحل بهم . كما : -

7643 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ، اجتنبوا المعصية والعدوان ، فإن بهما أهلك من أهلك قبلكم من الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية