الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل وإن خرج معتكف لما أي أمر لا بد له منه ( فباع أو اشترى ) ولم يعرج أو يقف لذلك حاز ( أو سأل عن مريض ، أو ) عن ( غيره ) أي المريض ( ولم يعرج ) قال في القاموس : عرج تعريجا ، ميل وأقام وحبس المطية على المنزل ( أو يقف لذلك ) جاز قال في شرحه : لأنه صلى الله عليه وسلم " كان يفعله " وعن عائشة " { إني كنت لأدخل البيت ، والمريض فيه ، فما أسأل عنه إلا وأنا مارة } متفق عليه ولأنه لم يترك به شيئا من اللبث المستحق أشبه ما لو سلم أو رده في مروره ( أو ) خرج لما لا بد منه ، ( دخل مسجدا يتم اعتكافه فيه أقرب إلى محل حاجته من ) المسجد ( الأول ) الذي كان فيه ( جاز ) لأنه لا يتعين بصريح النذر ، فأولى أن لا يتعين بشروعه فيه ولأنه لم يترك به لبثا مستحقا [ ص: 507 ] أشبه ما لو انهدم الأول أو أخرجه منه سلطان ، فخرج إلى الآخر وأتم اعتكافه فيه

                                                                          ( وإن كان ) المسجد الذي دخله ( أبعد ) من محل حاجته من الأول بطل ( أو خرج إليه ) أي المسجد الثاني ( ابتداء ) بلا عذر بطل ( أو تلاصقا ) أي المسجدان ( ومشى في انتقاله ) بينهما ( خارجا عنهما بلا عذر ) بطل اعتكافه لتركه لبثا مستحقا فإن لم يمش خارجا عنهما في انتقاله للثاني لم يبطل اعتكافه ( أو خرج ) معتكف من مسجد ( لاستيفاء حق عليه ، وأمكنه الخروج منه ) أي الحق عليه بلا خروج من مسجد ، فلم يفعل بطل اعتكافه لأن له بدا من أن لا يخرج ( أو سكر ) معتكف بطل اعتكافه ولو ليلا لخروجه عن كونه من أهل المسجد فإن شرب خمرا ولم يسكر ، أو أتى كبيرة فقال المجد : ظاهر كلام القاضي : لا يفسد لأنه من أهل العبادة والمقام فيه

                                                                          ( أو ارتد ) معتكف بطل اعتكافه ، لعموم قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك } ولخروجه عن أهلية العبادة وكالصوم ( أو خرج ) المعتكف ( كله لما له منه بد ، ولو قل ) زمن خروجه ( بطل ) اعتكافه لترك اللبث بلا حاجة أشبه ما لو طال فإن خرج بعض جسده لم يبطل اعتكافه نصا لحديث عائشة { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني رأسه إلي فأرجله } متفق عليه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية