بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الأدب باب قول الله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا
5625 حدثنا حدثنا أبو الوليد قال شعبة الوليد بن عيزار أخبرني قال سمعت يقول أخبرنا صاحب هذه الدار وأومأ بيده إلى دار أبا عمرو الشيباني قال عبد الله قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها سألت النبي صلى الله عليه وسلم
كتاب الأدب
- باب قول الله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا
- باب من أحق الناس بحسن الصحبة
- باب لا يجاهد إلا بإذن الأبوين
- باب لا يسب الرجل والديه
- باب إجابة دعاء من بر والديه
- باب عقوق الوالدين من الكبائر
- باب صلة الوالد المشرك
- باب صلة المرأة أمها ولها زوج
- باب صلة الأخ المشرك
- باب فضل صلة الرحم
- باب إثم القاطع
- باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم
- باب من وصل وصله الله
- باب تبل الرحم ببلالها
- باب ليس الواصل بالمكافئ
- باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم
- باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها
- باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته
- باب جعل الله الرحمة مائة جزء
- باب قتل الولد خشية أن يأكل معه
- باب وضع الصبي في الحجر
- باب وضع الصبي على الفخذ
- باب حسن العهد من الإيمان
- باب فضل من يعول يتيما
- باب الساعي على الأرملة
- باب الساعي على المسكين
- باب رحمة الناس والبهائم
- باب الوصاة بالجار
- باب إثم من لا يأمن جاره بوايقه
- باب لا تحقرن جارة لجارتها
- باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- باب حق الجوار في قرب الأبواب
- باب كل معروف صدقة
- باب طيب الكلام
- باب الرفق في الأمر كله
- باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا
- باب قول الله تعالى من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها
- باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
- باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل
- باب كيف يكون الرجل في أهله
- باب المقة من الله تعالى
- باب الحب في الله
- باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم
- باب ما ينهى من السباب واللعن
- باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير
- باب الغيبة
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار
- باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب
- باب النميمة من الكبائر
- باب ما يكره من النميمة
- باب قول الله تعالى واجتنبوا قول الزور
- باب ما قيل في ذي الوجهين
- باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه
- باب ما يكره من التمادح
- باب من أثنى على أخيه بما يعلم
- باب قول الله تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
- باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر
- باب يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا
- باب ما يكون من الظن
- باب ستر المؤمن على نفسه
- باب الكبر
- باب الهجرة
- باب ما يجوز من الهجران لمن عصى
- باب هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشيا
- باب الزيارة ومن زار قوما فطعم عندهم
- باب من تجمل للوفود
- باب الإخاء والحلف
- باب التبسم والضحك
- باب قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وما ينهى عن الكذب
- باب في الهدي الصالح
- باب الصبر على الأذى
- باب من لم يواجه الناس بالعتاب
- باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال
- باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولا أو جاهلا
- باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله
- باب الحذر من الغضب
- باب الحياء
- باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
- باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وكان يحب التخفيف واليسر على الناس
- باب الانبساط إلى الناس
- باب المداراة مع الناس
- باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
- باب حق الضيف
- باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه
- باب صنع الطعام والتكلف للضيف
- باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف
- باب قول الضيف لصاحبه لا آكل حتى تأكل
- باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال
- باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه
- باب هجاء المشركين
- باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم تربت يمينك وعقرى حلقى
- باب ما جاء في زعموا
- باب ما جاء في قول الرجل ويلك
- باب علامة حب الله عز وجل
- باب قول الرجل للرجل اخسأ
- باب قول الرجل مرحبا
- باب ما يدعى الناس بآبائهم
- باب لا يقل خبثت نفسي
- باب لا تسبوا الدهر
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما الكرم قلب المؤمن
- باب قول الرجل فداك أبي وأمي
- باب قول الرجل جعلني الله فداك
- باب أحب الأسماء إلى الله عز وجل
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
- باب اسم الحزن
- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه
- باب من سمى بأسماء الأنبياء
- باب تسمية الوليد
- باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا
- باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل
- باب التكني بأبي تراب وإن كانت له كنية أخرى
- باب أبغض الأسماء إلى الله
- باب كنية المشرك
- باب المعاريض مندوحة عن الكذب
- باب قول الرجل للشيء ليس بشيء وهو ينوي أنه ليس بحق
- باب رفع البصر إلى السماء
- باب نكت العود في الماء والطين
- باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض
- باب التكبير والتسبيح عند التعجب
- باب النهي عن الخذف
- باب الحمد للعاطس
- باب تشميت العاطس إذا حمد الله
- باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب
- باب إذا عطس كيف يشمت
- باب لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله
- باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه
التالي
السابق
[ ص: 414 ] قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم - كتاب الأدب )
قوله ( باب البر والصلة ، وقوله - سبحانه وتعالى - ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) كذا للأكثر . وحذف بعضهم لفظ البر والصلة وبعضهم البسملة ، واقتصر النسفي على قوله كتاب البر والصلة إلخ . ووقع في أول " الأدب المفرد " باب ما جاء في قول الله - تعالى - للبخاري ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وكتاب الأدب المفرد يشتمل على أحاديث زائدة على ما في الصحيح وفيه قليل من الآثار الموقوفة ، وهو كثير الفائدة [1] . والأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا ، وعبر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق ، وقيل : الوقوف مع المستحسنات ، وقيل : هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك . وقيل : إنه مأخوذ من المأدبة وهي الدعوة إلى الطعام ، سمي بذلك لأنه يدعى إليه ; وهذه الآية وقعت بهذا اللفظ في العنكبوت وفي الأحقاف لكن المراد هنا التي في العنكبوت ، وقال ابن بطال : ذكر أهل التفسير أن هذه الآية التي في لقمان نزلت في ، كذا قال إنها التي في سعد بن أبي وقاص لقمان وليس كذلك ، وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه . قالت : زعمت أن الله أوصاك بوالديك ، فأنا أمك ، وأنا آمرك بهذا ، فنزلت ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفا كذا وقع عنده ، وفيه انتقال من آية إلى آية ، فإن في آية العنكبوت وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم والمذكور عنده بعد قوله : وإن جاهداك على إلخ إنما هو في لقمان . [ ص: 415 ] وقد وقع عند الترمذي إلى قوله : حسنا الآية ، فقط ، ومثله عند أحمد لكن لم يقل " الآية " ، ووقع في أخرى لأحمد ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن - وقرأ حتى بلغ - بما كنتم تعملون وهذا القدر الأخير إنما هو في آية العنكبوت وأوله من آية لقمان ، ويظهر لي أن الآيتين مما كانتا في الأصل ثابتتين فسقط بعضهما على بعض الرواة ، والله أعلم . واسم أم سعد بن أبي وقاص حمنة - بفتح المهملة وسكون الميم بعدها نون - بنت سفيان بن أمية ، وهي ابنة عم ، ولم أر في شيء من الأخبار أنها أسلمت . واقتضت الآية أبي سفيان بن حرب بن أمية ، إلا إذا أمرا بالشرك فتجب معصيتهما في ذلك ، ففيها بيان ما أجمل في غيرها ، وكذا في حديث الباب ، من الأمر ببرهما . الوصية بالوالدين والأمر بطاعتهما ولو كانا كافرين
قوله : ( قال الوليد بن عيزار أخبرني ) هو من تقديم اسم الراوي على الصيغة وهو جائز ، وكان شعبة يستعمله كثيرا ، ووقع لبعضهم " العيزار " بزيادة ألف ولام في أوله ، وكذا تقدم في أوائل الصلاة مع كثير من فوائد الحديث ولله الحمد . وقال ابن التين : تقديم البر على الجهاد يحتمل وجهين : أحدهما : التعدية إلى نفع الغير ، والثاني : أن الذي يفعله يرى أنه مكافأة على فعلهما ، فكأنه يرى أن غيره أفضل منه ، فنبهه على إثبات الفضيلة فيه . قلت : والأول ليس بواضح ، ويحتمل أنه قدم لتوقف الجهاد عليه ، إذ لثبوت النهي عن الجهاد بغير إذنهما كما يأتي قريبا . من بر الوالدين استئذانهما في الجهاد
قوله ( باب البر والصلة ، وقوله - سبحانه وتعالى - ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) كذا للأكثر . وحذف بعضهم لفظ البر والصلة وبعضهم البسملة ، واقتصر النسفي على قوله كتاب البر والصلة إلخ . ووقع في أول " الأدب المفرد " باب ما جاء في قول الله - تعالى - للبخاري ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وكتاب الأدب المفرد يشتمل على أحاديث زائدة على ما في الصحيح وفيه قليل من الآثار الموقوفة ، وهو كثير الفائدة [1] . والأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا ، وعبر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق ، وقيل : الوقوف مع المستحسنات ، وقيل : هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك . وقيل : إنه مأخوذ من المأدبة وهي الدعوة إلى الطعام ، سمي بذلك لأنه يدعى إليه ; وهذه الآية وقعت بهذا اللفظ في العنكبوت وفي الأحقاف لكن المراد هنا التي في العنكبوت ، وقال ابن بطال : ذكر أهل التفسير أن هذه الآية التي في لقمان نزلت في ، كذا قال إنها التي في سعد بن أبي وقاص لقمان وليس كذلك ، وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه . قالت : زعمت أن الله أوصاك بوالديك ، فأنا أمك ، وأنا آمرك بهذا ، فنزلت ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، وصاحبهما في الدنيا معروفا كذا وقع عنده ، وفيه انتقال من آية إلى آية ، فإن في آية العنكبوت وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم والمذكور عنده بعد قوله : وإن جاهداك على إلخ إنما هو في لقمان . [ ص: 415 ] وقد وقع عند الترمذي إلى قوله : حسنا الآية ، فقط ، ومثله عند أحمد لكن لم يقل " الآية " ، ووقع في أخرى لأحمد ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن - وقرأ حتى بلغ - بما كنتم تعملون وهذا القدر الأخير إنما هو في آية العنكبوت وأوله من آية لقمان ، ويظهر لي أن الآيتين مما كانتا في الأصل ثابتتين فسقط بعضهما على بعض الرواة ، والله أعلم . واسم أم سعد بن أبي وقاص حمنة - بفتح المهملة وسكون الميم بعدها نون - بنت سفيان بن أمية ، وهي ابنة عم ، ولم أر في شيء من الأخبار أنها أسلمت . واقتضت الآية أبي سفيان بن حرب بن أمية ، إلا إذا أمرا بالشرك فتجب معصيتهما في ذلك ، ففيها بيان ما أجمل في غيرها ، وكذا في حديث الباب ، من الأمر ببرهما . الوصية بالوالدين والأمر بطاعتهما ولو كانا كافرين
قوله : ( قال الوليد بن عيزار أخبرني ) هو من تقديم اسم الراوي على الصيغة وهو جائز ، وكان شعبة يستعمله كثيرا ، ووقع لبعضهم " العيزار " بزيادة ألف ولام في أوله ، وكذا تقدم في أوائل الصلاة مع كثير من فوائد الحديث ولله الحمد . وقال ابن التين : تقديم البر على الجهاد يحتمل وجهين : أحدهما : التعدية إلى نفع الغير ، والثاني : أن الذي يفعله يرى أنه مكافأة على فعلهما ، فكأنه يرى أن غيره أفضل منه ، فنبهه على إثبات الفضيلة فيه . قلت : والأول ليس بواضح ، ويحتمل أنه قدم لتوقف الجهاد عليه ، إذ لثبوت النهي عن الجهاد بغير إذنهما كما يأتي قريبا . من بر الوالدين استئذانهما في الجهاد