الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا

                                                                                                                                                                                                        5682 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل سمعت مسروقا قال قال عبد الله بن عمرو ح وحدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية إلى الكوفة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أخيركم أحسنكم خلقا [ ص: 467 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 467 ] قوله : ( باب لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشا ولا متفاحشا ) كذا للأكثر ، وللكشميهني " ولا متفحشا " بالتشديد كما في لفظ حديث عبد الله بن عمرو في الباب ، ووقع في بعضها بلفظ " متفاحشا " والفحش كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح ، ويدخل في القول والفعل والصفة ، يقال طويل فاحش الطول إذا أفرط في طوله ، لكن استعماله في القول أكثر . والمتفحش بالتشديد الذي يتعمد ذلك ويكثر منه ويتكلفه . وأغرب الداودي فقال : الفاحش الذي يقول الفحش ، والمتفحش الذي يستعمل الفحش ليضحك الناس . ذكر فيه أربعة أحاديث :

                                                                                                                                                                                                        حديث عبد الله بن عمرو ، أورده من طريق شعبة عن سليمان وهو الأعمش سمعت أبا وائل ، ومن طريق جرير عن الأعمش عن شقيق بن سلمة وهو أبو وائل المذكور ، وقد تقدم المتن بتمامه في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وما جاء في معناه ، وفيه أيضا قوله : إن من خيركم أحسنكم أخلاقا ووقع هنا للكشميهني إن خيركم وتبين بالرواية الأخرى أن " من " مرادة فيه . ووقع للأكثر أخيركم بوزن أفضلكم ومعناه وهي على الأصل ، والرواية الأخرى بمعناها ، يقال فلان خير من فلان أي أفضل منه ، وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أسامة رفعه إن الله لا يحب كل فحاش متفحش .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية