الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5 ] سورة التوبة

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ . (1) الجمهور على رفع "براءة" وفيه وجهان ، أحدهما : أنها رفع بالابتداء ، والخبر قوله : "إلى الذين" . وجاز الابتداء بالنكرة لأنها تخصصت بالوصف بالجار بعدها . والثاني : أنها خبر ابتداء مضمر أي : هذه الآيات براءة . ويجوز في : "من الله" أن يكون متعلقا بنفس "براءة" لأنها مصدر ، وهذه المادة تتعدى بـ "من" تقول : برئت من فلان أبرأ براءة أي : انقطعت العصبة بيننا . وعلى هذا فيجوز أن يكون المسوغ للابتداء بالنكرة في الوجه الأول هذا . و "إلى الذين" متعلق بمحذوف على الأول لوقوعه خبرا ، وبنفس "براءة" على الثاني . ويقال : برئت وبرأت من الدين بالكسر والفتح . وقال الواحدي : "ليس فيه إلا لغة واحدة : كسر العين في الماضي ، وفتحها في المستقبل" وليس كذلك ، بل نقلهما أهل اللغة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عيسى بن عمر "براءة" بالنصب على إضمار فعل أي : اسمعوا براءة . وقال ابن عطية : "أي الزموا براءة ، وفيه معنى الإغراء" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 6 ] وقرئ : "من الله" بكسر نون "من" على أصل التقاء الساكنين أو على الإتباع لميم "من" وهي لغية ، فإن الأكثر فتحها مع لام التعريف وكسرها مع غيرها نحو : "من ابنك" وقد يعكس الأمر فيهما . وحكى أبو عمرو عن أهل نجران أنهم يقرءون كذلك بكسر النون مع لام التعريف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية