الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 126 ] ثم دخلت سنة ثلاث ومائتين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها وصل المأمون في سيره من خراسان إلى العراق إلى مدينة طوس فنزل بها وأقام عند قبر أبيه أياما من شهر صفر فلما كان في آخر الشهر أكل علي بن موسى الرضا عنبا فمات فجأة ، فصلى عليه المأمون ودفنه إلى جانب أبيه الرشيد ، وأسف عليه أسفا كثيرا فيما ظهر . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكتب إلى الحسن بن سهل يعزيه في علي الرضا ويخبره بما حصل له من الحزن عليه ، وكتب إلى بني العباس ببغداد يقول لهم : إنكم إنما نقمتم علي بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا وهاهو قد مات فارجعوا إلى السمع والطاعة . فأجابوه بأغلظ جواب كتب به إلى أحد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه السنة غلبت السوداء على الحسن بن سهل حتى قيد في الحديد وأودع في بيت ، فكتب الأمراء بذلك إلى المأمون فكتب إليهم : إني واصل على إثر كتابي هذا ، ثم جرت حروب كثيرة بين إبراهيم وأهل بغداد وتنكروا عليه وأبغضوه . وظهرت الفتن والشطار والفساق ببغداد وتفاقم الحال وصلوا يوم الجمعة ظهرا ، أمهم المؤذن من غير خطبة ؛ صلوا أربع ركعات ، [ ص: 127 ] واشتد الأمر ، واختلف الناس فيما بينهم في إبراهيم والمأمون ، ثم غلبت المأمونية عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية