الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      19 - أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين السقاية والعمارة مصدران من: سقى، وعمر، كالصيانة والوقاية. ولا بد من مضاف محذوف، تقديره: أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله، وقيل: المصدر بمعنى الفاعل، يصدقه قراءة ابن الزبير: (سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام)، والمعنى: إنكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين، وأعمالهم المحبطة بأعمالهم المثبتة، وأن يسوى بينهم، وجعل تسويتهم ظلما بعد ظلمهم بالكفر; لأنهم وضعوا المدح والفخر في غير موضعهما، نزلت جوابا لقول العباس حين أسر، فطفق علي رضي الله عنه يوبخه بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقطيعة الرحم: تذكر مساوينا وتدع محاسننا؟ فقيل: أو لكم محاسن؟ فقال: نعمر المسجد، ونسقي الحاج، ونفك العاني، وقيل: افتخر العباس بالسقاية، وشيبة بالعمارة، وعلي رضي الله عنه بالإسلام والجهاد، فصدق الله تعالى عليا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية