الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 158 ] ثم دخلت سنة ست ومائتين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها ولى المأمون داود بن ماسجور بلاد البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين ، وأمره بمحاربة الزط . وفيها جاء مد كثير فغرق بلاد أرض السواد وأهلك للناس شيئا كثيرا . وفيها ولى المأمون عبد الله بن طاهر بن الحسين الرقة وأمره بمحاربة نصر بن شبث وذلك أن نائبها يحيى بن معاذ مات ، وكان قد استخلف مكانه ابنه أحمد ، فلم يمض ذلك المأمون واستناب عليها عبد الله بن طاهر ؛ لشهامته وبصره بالأمور ، وحثه على قتال نصر بن شبث وقد كتب إليه أبوه من خراسان بكتاب فيه الأمر له بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع الكتاب والسنة . وقد ذكره ابن جرير بطوله وقد تداوله الناس بينهم واستحسنوه وتهادوه بينهم حتى بلغ أمره إلى المأمون فأمر فقرئ [ ص: 159 ] بين يديه فاستجاده جدا ، وأمر أن يكتب به نسخ إلى سائر العمال في الأقاليم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج بالناس في هذه السنة عبيد الله بن الحسن نائب الحرمين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية